قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً
عز الدين الماعزي
1-الماء الصالح للحمل...
أسفل الساقية رأيتها تحمل جرة ماء ، خطوها وئيد تمشي كالنمل طول الطريق ...
العربة البطيئة تمر قربها لا تنتبه اليها ، هي تئن حين تحضر الماء من الساقية الى البيت والعربة تمد عنقها الخشبي الطويل تتمدد وهي لا تتعب ، لا تتعب من نقل الماء في الجرة من الساقية الى البيت وأنابيب الماء الصالح للشرب تمتد كلسان يبتلع الطريق تحت أرجل المرأة المثقلة بالجرة ، أسفل الساقية والعربة المثقلة ببرميل و جرات الماء الذي... لم يعد صالحا للشرب..
2-الحجلة...
كانت تقفز على مربعات شكلتها بالتساوي مع أخرى، جمعت ثوبها الى أعلى ونطت برجل واحدة، قذفت امامها حجرا مفلطحا، عانق الحجر المربع، أعادت ذلك مرات وهي تقفز تقفز..صاحت الاخرى... زقلت... زقلت....!!؟
الحجر فوق الخط، رمته وقفزت برجل واحدة حول المربعات المشكلة على الارض ...خفيفة كالريشة في قدمها صندلة زرقاء نطت ، عاقتها الصندلة ، رمتها خارج المربعات ، تزايد الصراخ الحجر ليس فوق الخط قالت الثانية..
هذه المرة ..قالت في وجهها كلاما قبيجا ، ردت عليها الاخرى بكلام أقبح منه. قالت ،، أمك أختك ،، قالت الاولى أبوك ،،، أخوك،،، قالت الثانية ، مدت يدها الى وجهها، الى عنقها ، تركت خدوشا ، بكت الاولى صرخت الثانية جرت الثانية الاولى من رأسها ، من شعرها ، تعانقتا ، التحمتا ، انفصلتا...أطلت أم الاولى من النافذة ، خرجت أم الثانية من الباب ، بدأتا في شجار طويل سب وشتم وكلام ، بينما الطفلتان تعودان للعب الحجلة والقفز على المربعات..
3-شكون...
خرج من بيته على دقات الساعة العاشرة صباحا ، طلبت منه الزوجة ان يوصل الخبز الى الفران، رفع كتفه ، فتل شاربه ومضى...
التصقت بساقه الصغرى دفعها خلفه وصفق الباب بعنف ،،،
في العاشرة ليلا عاد ثملا ، فتش في سترته ، ادخل يده في جيب سرواله ، عن حزمة المفاتيح التي.. بدل عاود دون جدوى ، طويلا بحث... على إيقاع الضجيج الذي أحدثه أطلت الزوجة من كوة النافدة...قالت...
….
4-متتالية وراثية..
كل يوم تنحدر السيارات و الناقلات وهي ترعى الشياه ، تقف كالعلامة جانب الطريق...وكل مساء تعود زوجة (ولد ..) خلف نعاجها ، طفلها الصغير على ظهرها و الطفلة بيدها ... تصرخ في ظهر الشياه :
- سكري...سكري...الهيه..
تنعرج الشياه فجأة تبحث عن عشب منطرح خارج القطيع ، ترميها بحجر ولا تحيد ، تصرخ...تصرخ..
تترك الطفلة يد أمها وتنطلق تجري ...في تجاه الشاة التي تحيد عن طريق العودة...وهي تكرر، تكرر، بصوت أمها ...
-سكري...سكري ...الله يعطيك ضربة تضربك..!
5-فييرا...
( فييرا ) تخرج من الحمام. المطر يكشف الهشاشة ، يفضح تواجد الحفر التي تترصد اقدام المارة. (فييرا) امام بوابة الحمام البخار يتصاعد من جسدها ، تنتعش ، تخاف (فييرا ) حبات المطر الثقيلة ، تتأمل التساقطات والبرك و المستنقعات الكثيرة... امرأة على حمار، تنزلق رجل الحمار الاسود اسفل الحفرة التي .../ والمرأة التي ../ ينحدر الاثنان بسرعة بالكاد الذي ../ الشيئ الذي يجعل كل شيئ بتثاقل، بالصورة التي تراها عين ( فييرا ) التي تصرخ الان ...تصرخ ...تصرخ والمرأة داخل الحفرة تقف تسقط، تتشعبط و هي تصعد، تمد لها الايدي و... لكي تصعد تخرج ... تمسح ثيابها وتجمع شعرها (فييرا) تظل تصرخ... وهي تشير بأصبعها الابيض النحيل خارج فائض حبات المطر الى الذي مازال في الحفرة دون ان ينتبه اليه الاخرون...
6-جسد من حجارة..
يرمي الولد الحجارة ... يرمي .. اما م جنزرة... ركام من الحجارة ، يرمي جسده بمقلاع... الجنود خلف دباباتهم خلف قبعاتهم يحتمون، و الاطفال يرمون ... بالحجارة..
يسقط الاول والثاني ... ويرمي الطفل الحجر من اليد الى اليد ، تظهر سيارة الاسعاف تحملهما ...اليد على الحجر والحجر في اليد. الطفل الذي يشاهد ذلك على الشاشة يأكل، يرمي الخبز والملعقة من يده..يرفض الاكل .. يقف...يرفض الذهاب الى المدرسة ، يخرج الى الشارع يجمع الحجر ويستعد..
7-درجة الصفر في الكتابة..
في غرفته وجد نفسه وحيدا... باردا ...
كانت الطفلة تعزف على البيانو...
اسند ظهره للحائط وبدأ يستمع، رأسه يدور ..
كان واضحا ان الموسيقى حركت وجدانه، ذكرياته ، هي دائما هكذا تسمعه جديد الانغام الشجية ،احس بذاته تمتلئ الى درجة انه فكر في كتابة مواضيع ... وطرح اسئلة...بهدوء تام وحذر أخذ القلم وبدأ يكتب..