الموال
أمتطي الدَّرب الخريفي ..
الشمس مُجمرة .. البيوت ممصوصة الدماء .
أرنو إلى الكلاب متوجسًا ...
تلهو أمام دُوَّار العُمدة المحدود بطرفي القرية القبلي والبحري ؛ تحفـُر أرض الظلال ؛ تستشعر خطوي الوئيد .
دقات قلبي تطغى على حركتي ...
يتغول الكلب الأسود ،يشُب ، القطيع ينتبه ..
أجري ، يتلاطم قفصي الصدري .
يطير ، يلحق ببنطلوني ، يتمزع البنطلون ..
ينفتح باب مهول مُـضفر بالصاج ...
تسحبني الأيادي المغزولة بالعظام .
ينغلق بمزلاج الخشب الثقيل ..
شتاتي لم يتجمع !
تنزع العجوز أطلال البنطلون ،
تُتَمْتِم بالحمد واللهفة ...
تضُمّني إلى صدرها الجاف ...
حبات عَـقْدِها تُزَمِّلُنِي ...
ترُش وجهي بمياه القلة ...
تلعن إهمال نساء آخر الزمان ..
صوت دائخ يفيق من الداخل .
حمام يمسك الطوبة كالجن المصور ...
يهوش ، الكلب يفر ...
يقذف ؛ الدم ينفجر ...
أهيل صخر الجبل .
أواري جثمانه ...
أرتمي باكيًا ...
يختبر مشوار العودة انهياري
وفي الليل صَخَبَ السكون بالنباح ؛
تواترت الطلقات ..
تتلجلج الدكة بثقلي المُرتعش ...
وتحت اللحاف يتفصد جبيني صقيعًا ..
يستطيل الليل ؛ ولا نوم .
ليس في الخارج سوى زعيق الخفراء.
سكنت الطلقات ،
ولم تسكُن الكلاب .
وسوم: العدد 623