البحيرة العجيبة

   clip_image002_078c0.jpg

في قديـم الزمـان، وسالـف العصر والأوان،كانت هناك بحيرة عجيبة، تحكمها سمكة قوية تدعى " ميزة " .

في  البحيرة تعيش أسماك كثيرة في وئام و سلام. و كانت " ميزة " تجتمع بهم و تتفقدهم و تساعدهم .

 وفي ذات يوم تحولت سعادتهم إلى كآبة و حزن، بسبب تعرض البعض منهم إلى شباك أحد صيادي السمك.و أصبح عددهم ينقص يوما بعد يوم .

 

حزنت السمكة ميزة على هذا الوضع ،و صارت تفكر ليلا نهارا في مصير أسماك البحيرة  الذي تقلص عددهم .

وكان صياد السمك من حين لآخر  يتردد على ضفاف البحيرة لاصطياد البعض من أسماكها .

 و في كل مرة يضع شباكه في مياهها و ينتظر  ما تجود به البحيرة من صيد ثمين...

بعد وقت وصبر يجذب الصياد  الشباك ،و يأخذ منها  الأسماك  ليضعها في وعاء  ثم يقفل راجعا إلى بيته فرحا مسرورا ....

عندما وصل  صياد السمك إلى بيته ، قدم الأسماك التي اصطادها  لزوجته لتقوم بتنظيفها وغسلها ثم طهيها ...

لم يكن الصياد يعرف انه اصطاد صغار  السمكة " ميزة "  أميرة  "البحيرة العجيبة " التي غضبت غضبا شديدا ، و قررت الانتقام من الصياد الذي حرمها من فلذات كبدها...

اجتمعت " ميزة " بباقي اسماك البحيرة و نبهتهم بعدم الاقتراب من شباك الصياد  ، حتى  لا يقعوا في فخه و يقضون على حياتهم .

و مرت الأيام  و صياد السمك  لم يعد يجني صيدا وفيرا  ، ففي كل مرة  يرمي بشباكه  في مياه البحيرة ويجذبها  ليجدها  فارغـة ...

 استغرب من هذا الأمر  و قال في نفسه : غريب ، ما الذي جرى !

إن هذه البحيرة عجيبة حقا .....

ثم قفل راجعا إلى بيته بخفي حنين ، يجر أذيال الخيبة

عاود صياد السمك الكره في عديد المرات ، و لم يحصل على شيء  من أسماك البحيرة .

بقي باهتا ، يتأمل  البحيرة و مياهها الغاضبة  في ذهول  و استغراب...

و فجأة  ظهرت له السمكة  "ميزة " لتقول له :  يـا صياد السمك  ، ما بك حزينا ، شارد الذهن ؟

قال:  أيتها السمكة  وضعت شباكي أياما و أيام ، و لم  أحصل على أي سمكة !

ردت عليه قائلة : لأنك قمت بإيذاء البعض من اسماك البحيرة !

قال : لم أكن اقصد إيذائهم !

ردت عليه قائلة :  هل لديك أطفال صغار أيها الصياد ؟

قال : نعم ، لدي بنت وحيدة

قالت : ماذا لو ابتلعت البحيرة  ابنتك للأبد

قال :  سأحزن كثيرا و أتألــــم

ردت عليه :  أنت أيها الصياد  أخذت منى سمك كثير و صغاري للأبد ، و تركتني حزينة أتألـــــــم ...

قال : أنا آسف أيتها السمكة ، لم أكن أعرف

و في رمشة عين غابت السمكة " ميزة " في مياه البحيرة

أخذ يبحث عنها هنا و هناك و لكن دون جدوى ... فانتابه خوف شديد و هلع  حين سمع صوت ابنته و هي تغرق في مياه البحيرة ، تصيح و تستغيث 

 أبــــي ... أبـــــي .. إني أغرق  .. النجدة ... النجدة ...  إن البحيرة تبتلعني .

لم يستطع  صياد السمك فعل أي شيء، لإنقاذ ابنته من الغرق ، رغم محاولاته العديدة .... وبعد برهة  من الزمن ، ساد صمت رهيب في البحيرة العجيبة  و لم يعد يسمع صوت ابنته .

أخذ يبحث عن فلذة كبده هنا و هناك ، لكن دون جدوى . 

 سلم أمره لله  ثم غادر البحيرة  بائسا ، يائسا و مهموما ...

! فور وصوله إلى بيته، سألته زوجته قائلة : ما بك يا زوجي مذعورا هكذا 

! قال: ابنتنا ابتلعتها البحيرة  العجيبة

ردت عليه : ماذا ....  يبدو انك تتخيل ، إن ابنتنا تنام في غرفتها ...

دخل إلى غرفتها، فإذا بابنته تغط في نوم عميق ، حينها رفع يديه إلى السماء شاكرا الله  ... إنها بخير.

و قرر عدم إيذاء أسماك البحيرة العجيبة مستقبلا .

وسوم: 641