سائق
_ اركب عندي !
أركب عنده ؟ ! ماذا يقول ؟ ! والمقنعة الجالسة بجواره ؟ ! لا يليق أن تنزل وأجلس محلها . وما المدعاة الموجبة ؟ !
نزل السائق وفتح الباب الأمامي وسحب منه ، ماذا سحب ؟ ! دمية اتجه بها إلى مؤخر السيارة . سمعت غلقة الحقيبة . قال ضاحكا : اركب !
ركبت . نظرت إليه . تحركت السيارة . قال : تريد شرحا ؟
قلت : تخدع جندي الحاجز ؟
_ أخدعه وأخدع الذي خلَفه لتنكيد عيشتنا . ممنوع المرور دون راكب مع السائق كما تعرف خوفا من العمليات الاستشهادية . قلت أضع هذه الدمية جنبي . صنعت لها قاعدة خشبية . أربطها بالحزام . راكب مثل أي راكب .
_ صاحب حيلة .
ضحك ، وقال مشعلا سيجارة : لا أمدح نفسي . ما أن تقع المشكلة حتى يلهمني الله حلها . لا أفكر
في الحل . يأتيني حالما تبدأ المشكلة . أصارحك ؟
وتوقف لحمل راكبة ، وأكمل مع تحرك السيارة : كنت فاشلا في المدرسة .
. تفحصت ملامحه . هل عرفته يوما ؟ ! ملامحه مألوفة . أكان زميل مدرسة ؟ ! في
المرحلة الابتدائية ؟ ! عشرون عاما غبرت على هاتيك الأيام .
سألته : الراعي ؟ !
التفت إلي منفعلا وقال :
حسن الراعي . كنت ابن صفي ؟ ! والله خطر ببالي . أنت ... ؟ !
_ نصار .
_ أبو الزين ؟ !
_ أبو الزين .
_ يا سلام على الأيام ! كان مستوانا متشابها .
وتوقف وحمل راكبين : شيخا وفتاة آسرة التناسق جسدا ،
وضاءة القسمات محيا . ظاهر أنهما أب وبنته . تابع والسيارة تعود للانطلاق : كان المعلمون يضربوننا ضرب
الحمير . لم ينفع في الضرب . كثار قالوا مخي نظيف . نظافته تخلت عني في المدرسة . ماذا تعمل ؟ منظرك
_لا مؤاخذة _ محترم . موظف ؟
_ مدير مكتب صحفي .
_كملت تعليمك ؟
_ كملته .
_ سبحان الله ! كان مستوانا واحدا . تذكر عندما أعطتنا المدرسة إنذارات لضعفنا ، وقالت هاتوا أولياء أموركم ؟ كنت معنا . منعت المدرسة كل من لم يأتِ ولي أمره من الدوام .
_ وأذكر أنك حللت المشكلة .
_ كيف ؟ ذكرني !
كنا اقتربنا من مدخل مدينة غزة الجنوبي ، فأوجزت تذكيره مع شكي في نسيانه ، هذا الداهية .
قلت : اقترحت أن نسرق من بيارة برتقال ، فتعقبنا ناطورها وشكانا إلى مدير المدرسة ، فقرر إعادتنا دون أن يحضر أكثرنا ولي أمره .
_ ذاكرتك قوية . ليس عجيبا أن تصير صحفيا .
توقفت السيارة في ميدان فلسطين . نزل الركاب . حياه سائق
يتكئ بظهره على الجانب الأيمن لمقدم سيارته ويدخن : صباح الخير يا حسن ! أخبار أميرة ؟! طمئني عليها !
_ نائمة في الشنطة .
_ خذ بالك منها !
_ واحدة من بناتي .
وتضاحك الاثنان وضرب كل واحد منهما كف الآخر .
جُذبتُ من كتفي اليسرى ! تلفت . قال حسن : بما أنك من أهل الجرائد ؛ تحب تسمع حكايات خدعت فيها جنود
الاحتلال ؟ أين مكتبك ؟
أعطيته بطاقة المكتب ، وقلت : في انتظارك ، متى تشرف .
وسوم: العدد649