لا خوف بعد اليوم !
بعيدا..بعيدا.. عند السّهولِ المُتاخمةِ لغابةِ البلّوطِ ، تغازلُ العصافير خيوطَ الشّمسِ الأُولى وترى يقظانَ يحرسُ بقرته وعجلها الصّغير كعادته في كل يوم ، يبحث لهما عن مرعى خصيب .
لم يكن يكدّر صفوه غير حمدان ،ذلك الرّجل الأشعث الأغبر الذي يتّخذُ من غابة البلّوط سكنا له . يأتي كل يوم مهدّدا إما أن يحلب بقرة يقظان ، فيحرم عجلها الرضيع من حليبها أو يهدّده بغضبِ ساحرةِ الغابةِ الشّرّيرةِ.
فقد أخبره بأنّه يحمل الحليب إليها .
وكيف لا يستجيب له ؟وجميع أهلِ القرية ِيلبّون طلباتهِ ،خوفًا من بطشِ ساحرةِغابةِ البلّوط ِالشّرّيرة .
اليوم وهو يحلبُ البقرةَ ،اقتربَ يقظان منه واستجمع شجاعته قائلا ": توقّف لن تأخذ حليبَ بقرتي بعد اليوم "
التفت حمدان وقد لمعت عيناه شرًّا قائلا :"والسّاحرة ؟"
أجاب يقظان ": أخبر السّاحرة أنني لن أحرم هذا العجلَ الصّغير من حليب
أمّه بعد اليوم :"
أمام إصرارِ الفتى وتلويحه بعصاه متحدّيا ،لم يكن من حمدان إلا أن اختفى داخل الغابة دون أن ينبس ببنت شفة .
يومها ،تناقل أهل القرية القصّة ولم يعد أحد يخشى السّاحرة أو غابة البلّوط المظلمة .
كما لقّبوا يقظان بالبطلِ لشجاعته .
أما حمدان ،فقد ترك الاحتيال وأصبح يعمل في المزارع ليحصُل على حليبٍ من عرقِ جبينه .
وسوم: العدد 664