لِمَ؟!!!..
مُهْدَاةٌ إِلَى رُوحِ أَخِي الْغَالِي الْحَبِيبْ الْأَدِيبِ الْكَبِيرْ وَالرِّوَائِيِّ الْقَدِيرْ اَلْأُسْتَاذْ/فريد محمد معوض-رَحِمَهُ اللَّهُ وَطَيَّبَ ثَرَاهْ-{1}
- يَا صَدِيقِي لِمَ ابْتَعَدْتَ وَقَدْ كُنَّا رُوحَيْنِ مُنَعَّمَيْنِ مُرَفْرِفَيْنِ فِي دُنْيَا الْأَدَبِ وَالصَّحَافَةِ وَالْفَنْ .
أَنْتَ أَنَا وَ أَنَا أَنْتَ ؟!!!
- أَنَا لَمْ أَبْتَعِدْ وَلَكِنِّي سَافَرْتُ إِلَى النَّعِيمِ الْأَبَدِي.
هَلْ تَتَخَيَّلُ - يَا صَدِيقِي- مَا هُوَ النَّعِيمِ الْأَبَدِي؟!!!
-صِفْهُ لِي- يَا حَبِيبِي-كَمَا رَأَيْتَهْ.
- كُنْتُ أَوَدُّ - يَا مُحْسِنُ- أَنْ أَعُودَ إِلَى الدُّنْيَا وَنَجْلِسَ مَعاً كَمَا كُنَّا فِي أَيَّامِنَا الْخَوَالِي .
- لِمَاذَا يَا فَرِيدْ؟!!!
- أُخْبِرُكُمْ عَنْ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرْ .
- وَحَشَنِي كَلَامُكَ يَا فَرِيدْ .
اِشْتَقْتُ أَنْ نَتَسَامَرَ لَيْلاً بِالْهَاتِفْ .
- تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرَانِي بِالْمَنَامِ يَا مُحْسِنْ .
- أَتَذَكَّرُكَ يَا فَرِيدُ عِنْدَمَا قَابَلْتَنِي عِنْدَ مَيْدَانِ طَلْعَتْ حَرْبْ .
حَزِنْتُ جِدًّا لِأَجْلِكَ عِنْدَمَا رَأَيْتُ تَغَيُّرَاتٍ عَلَى وَجْهِكْ .
- لَا تَحْزَنْ - يَا مُحْسِنُ يَا صَدِيقِي –
فَالدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ وَمِحَنْ .
- مَنْ يُرَاسِلُ الْمَجَلَّاتِ يَا فَرِيدْ؟!!!
- دَعِ الْمُلْكَ لِلْمَالِكْ .
فَلِلَّهِ فِي خَلْقِهِ شُؤُونْ .
- هَلْ تَنْصَحُنِي بِشَيْءٍ يَا فَرِيدْ؟!!!
- أَنْصَحُكَ بِمُوَاصَلَةِ الْكِتَابَةِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهْ .
- وَمَاذَا أَيْضاً يَا فَرِيدْ؟!!!
- مُوَاصَلَةِ السَّيْرِ فِي طَرِيقِ حُبِّ اللَّهِ وَرَسُولِهْ .
- هَلْ أَنْتَ حَزِينٌ لِمُغَادَرَتِكَ دُنْيَانَا؟!!!
- وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32(سورة النحل(
- هَلْ كُنْتَ مُسْتَرِيحاً فِي دُنْيَاكْ ؟!!!
- لَقَدْ كُنْتُ مُشْتَاقاً لِلِقَاءِ اللَّهِ فِي كُلِّ لَحْظَةْ .
وَلَكِنِّي كُنْتُ صَابِراً فِي الدُّنْيَا إِلَى أَنْ آنَ الْأَوَانْ .
- هَلْ أَنْتَ فَرْحَانْ ؟!!!
- وَلِمَ لَا ؟!!!
- مَا أَسْبَابُ فَرَحِكَ يَا صَدِيقِي ؟!!!
- رِضَا اللَّهِ عَنِّي .
- وَنِعْمَ بِاللَّهْ .
- مَتَى نَتَقَابَلُ يَا فَرِيدْ ؟!!!
- إِنْ شَاءَ اللَّهُ يَا أَخِي الْحَبِيبْ .
- اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهُ وَبَرَكَاتُهْ .
- وَ عَلَيْكُمْ اَلسَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهُ وَبَرَكَاتُهْ .
وسوم: العدد 807