ذكريات إرهابي معتقل ؟؟؟
١/ في شهر آذار ، في اليوم الرابع منه ، نادى السجان في فرع المخابرات الجوية بحلب بأسمائا بعد خمسة أشهر من التنكيل والتعذيب ، كان عددنا أكثر من الثلاثين ، بعد تقييدنا وعصب أعيننا توجهت بنا الحافلة إلى مطار النيرب ، أدخلونا زنزانة المطار وبتنا ليلتنا في البرد القارص ، مساء اليوم التالي قادونا كالحيونات إلى طائرة شحن ، أجلسونا على أرض الطائرة بعد أن وضعوا العِصابة على أعيننا ، راسك للآسفل ولاك حيوان ، يرافقنا أكثر من ضابط همام وبعض الايرانيين
هبطت الطائرة التي تحمل الارهابيين في مطار دمشق ، ركبنا الحافلة لنقلنا إلى زنزانة المطار ، وفي الحافلة شتم وضرب وربك ودينك ، و حلب ، حلب ، أهلا ، ويهوي أخمص البارودة على الرؤوس
ومن المطار إلى قيادة المخابرات الجوية فرع التحقيق في المزة ، وهو بحسب مارآيت أسواء بقعة تعذيب على وجه الارض ، يرافقني خلية حلب الجديدة النائمة ؟؟؟
نُزعت ملابسنا وتم استقبلنا بوجبة من الهروات ، وتم فرزنا إلى الزنازات ، ممر طويل عشرات الزنزانات الواحةد متر في مترين ، فُتح باب فوقه رقم ١٣ وقذفت للداخل .
كان فيها سبعة أشخاص ألوانهم شاحبة سوداء لعدم تعرض أجسادهم لاشعة الشمس ، الأول (أبو صدام ) من ريف دير الزور قضى فيها سنتان ونصف ، والثاني ( أبو جعفر ) سنتان وشهر ، أبو عبد الله من الغوطة سنة وسبع شهور ، وآخر من بيت حميدي من البيت اعتقلوه حديثا في اللاذقية ، وثلاثة لا أذكر من هم .
أصوات التعذيب والصراخ يملأ المكان ، صراخ الفتيات في الزنزانة المجاورة يدمي القلب ، قاموا بخلع لباس فتاة وهم يحققون معها ، كنا نسمع صوتها وهي تتوسل وتطلب الرحمة ( منشان الله ) ؟؟؟
استخدموا كل أساليب الاستباحة وهتك الأعراض ، كنا نسمع صراخ وعويل الأطفال الرضع ، نعم الرضع ، لأن بعضهم ولد في الزنزانة ، كنا نبكي من هول مانسمع ؟؟؟
لم يكن لدينا أي خيار للاعتراض أو الاحتجاج فقد جردونا من كل شيء حتى انسانيتنا !!!
ووصل بي الحال أني أصبحت لا أحس بجسدي ، فأنا رئيس الخلية النائمة التي تم نقلها من حلب ؟؟؟
فُتح الباب ليلا ، وأُلقي إلينا بشاب تملأ الدماء جسده من شدة التعذيب والتشبيح !! ياللهول ؟؟
بعد ساعة سمعنا صوتا ، أخذالشباب يخلعون ملابسهم ، ماالأمر ؟؟ الخروج للحمام
أخذوا يعطوني التعليمات :
آسرع في المشي ، انتبه للسقوط ، لا تتأخر ،
لحظات الجميع عراة ، وسقطت عنا ورقة التوت !!!
فُتح الباب ، خرجنا زحفا والسوط يلهب ظهورنا ، ثم بدأ الجري ؟؟؟
القذر يملأ المكان ، كل ٥ على حمام واحد ، والوقت من واحد إلى عشرة !!!!
جلس ثلاثة في الممر ، الغائط يملأ المكان
فإذا بصوت ، يقابله : حاضر سيدي
علينا العودة سريعا ، وإلا كان العذاب الشديد
لحظات الكل يتراكض للعودة ، تأخرت لحظة ، فكان نصيب ظهري السياط
وأُغلق الباب بصوته المرعب !!!
فرح النزلاء ، كأنهم في يوم عيد فقد قضوا حاجتهم ، فكم كان نصيبها القارورة داخل الزنزانة !!!
وانتظرنا لحظات ونحن عراة ، حتى يجف الماء ، ولبسنا سروالنا ؟؟؟
صلينا العشاء والوتر ، وماشاء الله جلوسا ، دون أن يشعر بذلك أحد ، تشير براسك للركوع وللسجود وأنت جالس ، فقد تُفتح الطاقة وتُشاهد تصلي ، فالويل ثم الويل ؟؟
قد تسأل كيف ننام ؟؟؟
أحدنا ظهره للجدار ، ينام الثاني على فخذه ، وينام الثالث أسفله ، والغرفة طولها ٢ متر ، وبجانبنا ثلاثة ، ثم ثلاثة
قبيل الفجر استيقظ القوم ، التيمم لصلاة الفجر ، وقراءة ماتحفظ من القرآن ، إلى أن فُتحت الطاقة ، الكل وقوفا ووجهم للجدار ، استلم رئيس الزنزانة خمسة أرغفة من الخبز ، وعشر حبيبات زيتون ؟؟؟
تغلق الطاقة ، نلتفت ونحلس ، نصف رغيف ، وثلاث حبات من الزيتون لكل فرد ؟؟
في الزاوية قارورة ماء فارغة ، وإناء لقضاء الحاجة ، حملها أحدهم ووضعها على فتحة شرجه وأخذ يتغوط ، والقارورة على قضيبه ، وعمت الرائحة المكان ؟؟؟؟
قبيل العصر تُفتح الطاقة ويرمى لنا بأرز مسلوق بماء حاء ، لا تأكله الكلاب ، وفوفه بعض حبات الفول ؟؟
يجب أن تأكل !!!!
في المساء ، يُفتح الباب ، ويساق صاحب الحظ للتحقيق ، ويعود بعد ساعتين !!
آثار اللكمات على وجهه ، عينه زرقاء ، قدميه متورمة من العصا ، ظهره يسيل دما من السياط ، أصابع يده مكسورة
نمسح له ، نمسد له يديه ، ندلك له رجليه ، الكل يبكي دما وألما فقد أخصوه ؟؟؟؟
وصراخ النسوة يملأ المكان ؟؟؟
مالأمر ياهذا ؟؟؟
أكيد اغتصبوها !!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل
إنها بركات الرسالة الخالدة
٤/آذار / ٢٠١٤
٢/ كانت أياما عصيبة جدا تمر علينا ونحن في سجن المخابرات الجوية في المزة ،
كنا نتمنى البقاء في الزنزانة ولا أن يفتح السجان الباب ، لأن فتح الباب يعني سوق أحدنا إلى التحقيق ؟؟؟
كم كان رهيبا سماع صوت القفل الخارجي عندما يمسكه السجان ليفتحه ؟؟
كانت قلوبنا تخرج من صدورنا من شدة الخفقان ؟؟؟
فُتح الباب ،
وأُخرج أبو صدام إلى الممر ، وضُرب على ظهره ورجيله ضربة كنا نسمع صوتها ونحن في الزنزانة ؟؟
ينبطح السجين على الأرض ويرفع قدميه بنفسه دون الحاجة للإمساك به !!!
فما نحن إلا عبيد لهم ، ومن حقهم أن يفعلوا بنا مايشاؤون ؟؟
العصا التي يستخدمونها عبارة عن أنبوب من البلاستيك الصلب ، يرفعها السجان قدر استطاعته ويهوي بها على السجين ، فكانت تنزل على ظهره محدثة خطا أبيضا ، وعلى جانبي الخط ينفر الدم من الجلد ؟؟
كانت هذه الآثار تبقى شهورا على الظهر ، بل سنوات ؟؟ إنه قهر الرجال !!
وأسوأ من قهر الرجال ، أن يقهر الرجال بيد أشباه الرجال ؟؟؟
وسيق أحدنا في يوم مشؤوم للشبح !!!
كنا نسمع صوته ياسيدي منشان الله ، رح اعترف ؟؟
يُعلق السجين من يديه ويرفع عن الأرض ، وتلامس رؤوس قدميه الأرض ، وتنهال العصي والسياط على ظهره ،
ويضعون قليلا من الملح في فمه وبعض الماء ، ويربطون على فمه القماش فكان الملح يحل في الماء ويتسرب إلى حنجرته ، والدماء تسيل من جسده ؟؟؟ ويرمى بعدها في الزنزانة !!!
يحتاج إلى تدليك يديه أياما وأسابيع لتعود يده إلى العمل ، وبعضهم وهم كثير كانت الأعصاب تفقد خاصيتها ؟؟
ماالأمر يا إياد ( شاب في ١٩ من العمر من ريف حماة ) لقد اعترفت لهم أنني قائد دوشكا وأنني وأنني .....
مع انه مزارع بسيط ، ألقوا القبض عليه في ريف حماة ، وماعرف دوشكا ولا فوشكا ؟؟؟
لكنه التعذيب والشبح يجعلك أن تقولٓ مايريد ؟؟؟
لم نعرف طعم النوم تلك الليلة في الزنزانة رقم ١٣ ونحن العشرة ننظر إلى زميلنا المشبوح مرمى على البلاط لايستطيع الحراك ، والدماء تسيل من ظهره الأحمر المفتوح ؟؟؟
وها نحن نسمع بعد منتصف الليل أصوات النساء وصراخهن يعود من جديد !!!!
نسمع الصراخ : ياقحبة ، ياشرموطة ؟؟؟
نسمع ربك ودينك وسب نبينا عليه السلام ؟؟؟
كانوا يضعون العصا الكهربائية في مكان العفة ويصفعونها بالكهرباء ؟؟
ونحن نتمتم حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
هكذا كان يفعل بنا وحوش القومية العربية ، إنه يوم في معتقل !!!
إنها بركات الرسالة الخالدة ؟؟
ووحدة حرية اشتراكية
وسوم: العدد 687