حكاية آلم من الواقع

مما يثير السخرية والألم بآن معا أنني في آخر مرة اعتقلت فيها في سورية في مركز الهجرة والجوازات بمحافظتي الجميلة إدلب عندما ذهبت لاستصدار جواز سفر  .. وصلت إلى قسم التفييش فوجدوا أن صفحتي سوداء .. هناك ألقت شرطة الهجرة والجوازات القبض علي وأدخلوني إلى أحد مكاتبهم وكبلوا يدي اليمنى بسرير حديدي ريثما تأتي دورية مخابرات لاصطحابي إلى الفرع .. في هذه الأثناء جلست بعزتي وكرامتي ورباطة جأشي ودعت أولادي بهاتفي قبل مصادرته هو وبقية الأغراض وبعد قليل حدثت جلبة وضجة خارج الغرفة وبدأ الشرطة يتراكضون وإذ بقائد شرطة المحافظة يقوم بجولة في المكان وعندما دخل الغرفة نظر إلي ونظرت إليه وتأملنا بعضنا للحظات قال: من أنت ؟ قلت: معتقل. قال: أنت لست معتقل بل أنت موقوف يا ابني .. ضحكت في خلدي كثيرا عندما شرح لي الشرطي الفرق بين التسميتين بأن الأولى فيها إساءة لمشاعر الإنسان وأحاسيسه وربما كرامته واتهام لبراءته والثانية فيها لطف واحترام لإنسانيته .. غادر مع الحويصة المرافقة له عائدا إلى منزله وغادرت مع الحويصة التي رافقتني إلى المكان الذي يعلمه كل سوري حر .. وكان ما شاء الله أن يكون ..

اللهم فك أسرهم جميعا فإنه لا يسمع ألمهم ولا يعلم بهم إلا أنت يا سميع

وسوم: العدد 695