الميزان
د. عامر البوسلامة
يتحدث عن العدل كثيراً، يحب قصص القضاة الذين اشتهروا بإنصاف المظلوم، ألذ وأمتع خبر يسمعه، إذا علم بحادثة، تشابه مفردات، حلف الفضول، أو ما يوازيها.
جلس مع مجموعة من أصحابه، في سهرة أنيسة، وليلة بهية، يتجاذبون أطراف الحديث، ومروا على وقعنا السياسي، وما جرى خلال الأسبوع من أحداث، واختلطت الأصوات، وتباينت وجهات النظر، وظهرت أنواع من المغالبة المتعمدة، ثم قطع عليهم كل هذا بتوجيه بعض الأسئلة.
- ما رأيكم بعمل زيد، وجهده الطيب ؟
- ( أحدهم ) هذا يعمل لنفسه.
- ما قولكم، بخريطة حسن التي أبدعها في العمل؟
- ( واحد وهو يشرب قهوته المحببة) هذا لا يصلح لشيء.
- قدم عبد الله، يوم أمس، فكرة رائعة للشركة، أظن أنها ستكون فاتحة خير، لجهد كبير.
- ( جلال وهو يلتهم بعض الحلوى) أعتقد أنها فكرة فاشلة.
- سترون خطة مميزة لخلدون، في الأيام القليلة القادمة.
- ( أحد الحاضرين، وهو يغص بلقمة من لقم القاضي) أنا متأكد، أنها غير مفيدة، بل وفاشلة.
- سمعت أن سامي كتب مقالة رائعة، ولا قت استحسان النقاد.
- ( قهقه علي، وصاح ساخراً): نعم صار سامي رافعي الزمان !!!
- ألا تتوقعون، أن كريماً، هذا الشاب النبه، سيكون له مستقبل زاهر، يعول عليه فيه ؟؟
- ( عدنان وهو يلحس أصابعه، من بقايا دسم عليها ) : في المشمش.
- يا جماعة !! أنا متعجب من أمركم، ومدهوش من أحكامكم.
( كمال الذي لم يذق طعاماً ولا شراباً، في كل الأمسية رغم طولها) : أنصحكم أن تكثروا من قراءة التاريخ، وفهم الواقع، وتأمل دروس الحياة، ودراسة ثقافة المستقبل، وأخذ دورات، في الحب والتعايش، لعلها تشكل لكم الميزان.