فنجان قهوة..

اجتمع بعض خريجي جامعة في منزل أستاذهم بعد سنوات طويلة من تخرجهم وتحقيقهم نجاحات كبيرة في حياتهم العملية والمناصب وتحقيق الاستقرار المادي والاجتماعي.

وبعد عبارات التحية والمجاملة أصبح كل منهم يشتكي ضغوط العمل والحياة.

غاب الأستاذ قليلا ثم عاد بغلاية القهوة وفناجين مختلفة منها الفاخرة وأخرى العادية بعضها بمنتهى الجمال تصميما وشكلا وأخرى تجدها في أفقر البيوت.!

قال الأستاذ لطلابه: تفضلوا، وليصب كل واحد لنفسه.

فعندما بات كل واحد ممسكا بفنجانه تكلم الأستاذ مجددا..

هل لاحظتم ان الفناجين الثمينة هي ما وقع عليها اختياركم وتركتم العادية ؟!

من الطبيعي أن تتطلعوا نحو الأفضل، وهذا ما يسبب لكم القلق والتوتر.!

ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الفنجان ولكنكم اخترتم الأجمل والأثمن.

وبعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقباً لما في أيدي الآخرين.

فلو كانت الحياة هي "القهوة" فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي "الفناجين" وهي مجرد أدوات وصحون تحوي الحياة.

فنوعية الحياة "القهوة" تبقى نفسها لا تتغير. وعندما نركز فقط على الفناجين فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة. وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالفناجين وبدل ذلك (بالاستمتاع بالقهوة)

وهناك آفة يعاني منها الكثيرون، عندما لا يكتفون بما أنعم الله عليهم، مهما بلغوا من نجاحات وينظرون لما عند الآخرين..!!!

                                       منقولة بتصرف

وسوم: العدد 701