أرنب
قف يا ثعلب
ابتعد ... أغرب
لا تقرب من هذا الارنب
ليس كل ارنب .. أرنب
لا تعجب !
أنصحك ... أذهب
قال الثعلب :
ما ميزة هذا الارنب؟
قلت : أنه ليس مجرد ارنب
انه مستذئب !
انظر اليه كيف يقف ؟
لم يتحرك ... لم يتعب
قال: أوتار بطني له تطرب
حسنا ...أنظر الى ذاك التيس الاشهب
قال : لديه قرون .. أخشى ان أُصاب او أُضرب
ليس عن ذاك اقصد .. لكنك ألم تستغرب
لِمَ يقف هناك ويرقب
لِمَ ... لم يهرب
قال : لِمَ ؟
قلت : يريد ان يشاهد نهاية ثعلب على يد أرنب
أطرق الثعلب ... وأخذ ينحب
يقول: عندي زوجة من الجوع ظهرها أحدودب
اما اطفالي من الجوع حالهم يرعب
يكاد بيتي يخرب
اسعاد العيال مُحبب
والقضاء على الجوع اوجب
تقدم بحزم .. كمفترسٍ .. كثعلب
اقترب اكثر .. واكثر
بهمة ... لم يفتر
ثم قفز على ذاك الارنب
غرس انيابه في فروه
لاحظ ان لا دم ينبع
بل عرقه تصبب
عندما ادرك انه لعبة
على مقربة .. كان هناك عقرب
يلهو ويلعب
شغله عن عين ترقُب
صياد ماهر .. قناص محترف
سلاحه مجرب
يتربص .. يسدد
وفي الوقت الاتم ... والانسب
ضغط الزناد .. فتح النار
رصاصة .. اخترقت اغصان الاشجار
نحو الهدف
القلب ... قلب الثعلب
سقط يتلوى على العشب
يرقص الرقصة الاصعب
بعد لحظات .. هدأ وأسترخى
كأنه من ذاك الرقص قد تَعِب
اقتربت .. مستطلعا
كان واسعا ذلك الثقب
الدم يسيل .. ينزف .. يتدفق
قلت له: كيف أنت وهذا المقلب
أوصني .. لعل لديك شيئا ترغب
أن توصي به من هم منك الاقرب
قال: دعك مني ... لا ترأف بي .. فقد كنت اكذب
ليس لدي اطفال ... ولست متزوجا
كنت أعزب
كنت ناصحا لي .. لكني لم احسب
ان اكون فريسة لقناص مدرب
يا لسخرية القدر ! .. المفترس يكون فريسة
لمفترس اكبر .. أذكى .. أمهر ..
ذو عقل .. او ذو ناب .. او ذو برثن او مخلب
لا تغضب مني ... لا تعجب
فأنت ذاك الانسان
وانا ذاك الثعلب
وسوم: العدد 702