تسعة لوحات
لوحة- 1 - تناقضات الرتابة :
شعر بضيق شديد ، حاول القيام ببعض الحركات لتنبية أعصابة ولتنشيط دمه الخامل ، إلا أن مسحة من التشاؤم عادت اليه فجعلته يتشبث بأفكاره ويتلبد في مكانه .
الساعة تشير الى السادسة أو أكثر بقليل ، وقد صبغت الشمس كل ملامح المكان من حوله ، لم يصاحبه النوم بليلة طويلة ثقيلة عانى خلالها من كل اشكال الأرق ، استنفذ كل محاولات التفكيرولم يستوضح حدوده في مخيلته ، تاه بين النعاس والخمول وبين الارهاق والوهن ، ولكن أي منها لم تستقل في ميدان جسمة ليحسم تسميتها ، بل إن ساعات الليل الآفلة قد اوضحت له انها تختلف عن مثيلاتها الماضيات ،الا أنه و في مثل هذه الحالات التي أصبحت تمر به رغماً عنه ،حا ول تجنب ظهور أعراضها عن أعين أقرب المقربين له .
لم تكن للصحف المحلية أهمية تذكر عنده إلاّ من بعدما استيقن ان ما يمر به ليس عارضاً أبداً بل ان لهفته لمطالعتها الصباحية اصبحت قريناً لزيادة ثقل ما ألم به .
وكم حاول أن يلبس نفسه وَهْمَ محاولات الخروج منها ، لما بدأ يتابع الاعلانات بشراهه غير متوازية مع ما كان يشده ويرغبه بها من قبل، ها وقد بدأت تضطرب لدية الرغبة ويكتب اشياء مبعثرة على هامشها مثل مقولة " أن النار لا تطفؤها المياة الباردة وان زيادة سعيرها يعجل بانطفائها ، ومقوله أخرى الى جانب اعلان آخر بشكل انفجار ، يعلن عن بدء تقديم الوجبات السريعة المخفضة باحدى المطاعم ،فيكتب معلقاً " أن الألوان التي تظهر بأي انفجار، تتزاهم بعين الرائي لإغرائه بإحدى رغبتين ، إما رغبة الاشباع بأي وسيلة ويعتبرها جريمة ، واما ترك الامعاء تتلوى في فراغها لهدف القتل البطيء لرغبات النفس .
مرّ في آخرالصفحة على إعلان يكتسح إطاره السواد الشديد مروراً عابرا عنوانه ( قتيلة المقابر الغربية ) ،أراد أن يتابع في تخبط ،ولبرهة من صمت لفت انتباهه الاعلان، عاد إليه ثم قرأه ثانية وأخذ يدقق بكلماته ، دبت حركة إلتواء قاسية بامعائه الساكنة منذ الصباح ، ثم تبعها انقباض، ثم مالبث أن بدأ الخفقان في قلبه يتسارع ، والارتعاش يطغوعلى أصابعه ولم يعد يتحكم بقبضته على الصحيفة ، فاجأه من كان بالقرب منه لما رآه مرتبكا مضطربا يقول له :
- لقد مضت عدة شهور، و أ نت تعاني من هذه الاعراض وهاهي اليوم طاغية عليك بشدة !.
لوحة -2- أكاذيب ملونة :
وجد نفسه منساقاً الى العزاء المنعقد في بيت، لا يعرف عنه إلا أنه أحد بيوت مدينته المترامية، ما بين بطاح نصف أطرافها مقابر متناثرة على مد النظر متلاحمة بنسيج معقد، مع البرية الغامضة الحاضة لحكايا موغله بتاريخ ألوانة كألوان الاعلانات التي يطالعها بصحف مدينته المتباكية، بحزن ليس له شواطئ ترسوا اليها النفوس .
تذكر وصف صديقه في العمل ، بتشخيص ما كان يطفوا على سطح مركبه المضطرب ،أراد أن يقارن بين ما كان يريد أن يفعله ، و بين ما حكم عليه به.
استخلص من قراراته أن أحد الحكمين هو كاذب لا حقيقه له ،ولم يسمّي أحد منهما وظل مركبه يبحر هائما وقال لنفسه مؤكداً : أن طقوس التعازي ثقيلة تفرض على الكاذب استعداداً مظهرياً علائمه بائنه، وكذلك تفرض استعداداً نفسياً أكثر ماساوياً ولكن الثاني منهما كان يعرفه بكل أغواره ولا أصل لوجوده ،وليس ذلك فحسب بل ومن قبل زمن بعيد، وقال لنفسه مرة أخرى : ( أنا الوحيد من بين كل هؤلاء المعزين الذي جاء بحقيقه لا يعرفها سواه هو) ، إن هذا العزاء معقود على صاحب البيت الذي دُفن فيه حبّه الأول منذ سنين حزينة طويلة بائسة، وفي هذا العزاء أيضا وأدٌ لحزن حقيقي ، وبعثٌ لذاكرة قتلت مغدورة يوماً ما ، في أجواء هبوب رياح عاصفة مزقت أشرعته وألقت بمركبه الى شواطئ المقابر المكتظة ببقع سوداء متحركة، في أفق المدينة الملقاة بين اخاديد ألوان التاريخ كألوان الاعلانات في الصحف ،بل مثل ألوان وجوه هؤلاء المعزين المغرر بهم !.
لوحه (3)- تربع في يقينه ومضات عناوين قديمة :
1-نشوة مفاجئة سرت في جسده:
2- نفى عن نفسه الانتهازية !
3- كيف يأتي ببرهان صدق في بطاقة تعزيته ؟
رائحة البخار المنبعث من تراب البرية ،ولدت في مخيلته صور عاتمه قاتمة توضحت بعض معالمها مع انقشاع غيمة ضائعه من أمام عين الشمس ، القبور محشورة متزاحمة في بقعة ضيقة من الأرض .
الآن تذكر حالتها قبل سنين كثيرة ، حيث كانت تشكل مهداً لملاعب طفولته كانت منتشرة على جهات ثلاث ، يوم كانت المدينة صغيرة ،وتحيط بها إحاطة هلال ،ولا حدود لأي منهما مع الأخرى، متمازجة ،فتبدوا والبرية بقبورها منسابة الى مداخل المدينة مخالطة بعض بيوتها ،والمدينة من جانبها تفعل الشيء ذاته ،تتمطى بأطرافها الى حد انسياب أشعة الشمس بشروقها وغروبها، والموعد يفجع من يتأخر أو يتقدم منها وإليها وويل لمن يتعثر بالركض ، والعجلة عندما يسدل الليل عباءته شيئاً فشيئاً ، فيبدأ بانذار الصغار والكبار بالعجلة واللحاق بأهاليهم ، سيما وأن بعضا من الدروب مابين أحيائها ومابين مداخلها ومخارجها لا بد وأن يمر من بين هذه القبوركذلك ،ولا ينسى أحد منهم إغلاق باب بيته من خلفه ، والخوف يلاحق الجميع ، وويل لمن يتأخر ( فالجنية ) تلاحقة لتخطفه أو تقتله، ويختفي الى الأبد ، كتلا سوداء متحركة هنا وهناك من جميع الاتجاهات، في عجلة لمغادرة المكان واللحاق بالبيوت، فقد أسدل الستار الأسود ،على مسارح الحزن والبكاء والعويل.
نساء المدينة هن فقط لديهن القدرة ، على البقاء قليلا والتأخر هناك ، هو عالمهم الغامض ومسرح حرمتهن ومتنزههن الوحيد، ورغم ذلك يتسارع الكل مذعورين ولا يستطيع أحد الاقتراب منهن ابداً ، ومحاولات عديدة قام بها صبية قوبلت بالصد والفشل ، وان أراد أحد منهم فعل ذلك ، فما عليه سوى الاختباء بين قبرين ، ليراقب ما يجري بينهن تلك الاوقات من النهار ، ويوماً هلل أحدهم برؤية ذلك العالم الغامض المجهول بسعادة غامرة اذ اقترب منه وعلته فرحة حيث رافق عجوزاً قريبة له ، وحمل عنها جرة الماء بسعادة غامرة وكانت شمس الظهيرة لا زالت تسلط حرارتها على رقاب الخليقة، كان متلهفاً ليتعرف على طقوس النساء تلك ، لم تكتمل فرحته اذ لاقتها عجوز ثانية في منتصف الطريق منفردة حاثة السير هميمه في قصدها اكثر من رفيقته ، فلما رأت الصبي زجرته ،وأمرته بالرجوع والعودة فترافقتا صحبة الطريق الملتوي الى حيث حلقات الندب والبكاء والتنزه .
ويوماً سمع احداهن تردد على جارتها فقيدة زوجها : إن الذهاب للقبور ظهيرة يومي الاثنين والخميس (مجابرة ) ( وعيب ونقصه ) لمن لا تذهب بدون حجه مقبولة ، والاعتذار من أي منهن سهل الانتقال والتداول لمجرد ذكره في إحدى حلقاتهن تلك .
لوحة (4)- نادبة ونادبات ..!
وقف مندهشاً بين المودعين ، لم يرى سوى الصورة ذاتها ، الكتل السوداء بهيآتها، نساء نادبات بعباءاتهن يضربن حلقات مستديرة تطلق إحداهن صرخه تدوي في آفاق البيوت تصل إلى أطراف المقابر فتضرب صدرها ووجها بكلتا يديها فيتبعها الاخريات بذات الفعل، فيرددن الصراخ والعويل، تتبعها أخرى بقصيد شعراستنكاراً وأسى على الميت ، فتضفي الحسرة والندم لموته المفاجىء ، فيرددن الأخريات ما تقوله بصراخ تضج به الاركان ويملأ الافاق ، ظل يرقب المشهد من بين صفوف المعزين ، يخترق بنظراته حواجز الحلقات المرعبة حتى وقعت عيناه عليها من بينهن، كانت تقلّد ما تفعله الأخريات ولكن بفتور متوارى، وقد عرفها من ملامحها التي لم تتغير كثيراً .
عادت به الذاكرة لحبه الأول بدا الدم يتدفق من جديد في خلايا جسمة المرتجف ، منذ سنين طويله ، لم تتغيرملامحها كثيراً ،ولكن دقة وصفها ولد من جديد في عينيه ، لم يدقق في تجاعيد وجهها لكنه ابقى لصورتها القديمة في نفسه فغلبه شوقه إليه فعاد يقارن بين نتوءات الصورتين الهاربتين منه أصلاً.
1- ساحة عواطفها أصبحت مثل الماضي فأختلطت لديه معايير الميزان .
2- حُبّه لها ظل صافياً مثل الماضي فاختلطت بينهما سنين عجاف مرت بتآكل المقابر على حساب البيوت الصماء .
3- رنين المنبة أصبح خجلاً هو الاخر يعتريه الملل بظهور التجاعيد على ملامح وجهه .
كم تمنى أن يكبر وتزداد اتساع مساحات الاعتراف، لكن الأمر أصبح غريباً ومستحيلاً ،حيث قالت له يوما وبنبرة حادة وقاطعة،كل خيوط الظنون ستبني مدينة فاضلة صغيرة ، زوج وأولاد وأحفاد ، مسيجة بحقيقة تجاعيد المدينة الكبيرة ، لا بأوهام وأحلام تطفو ثم تختفي مع زبد سيول أمطار البراري الهائمة المضطربة .
ومن يومها ظلت الحيرة تتلاعب بافكاره ،وظلت قرارات حاسمه فوقها عناوين بارزة لامتحان مصيري، بين حب او لا حب بينهما متاهة كتلك البرية المثقلة بالفوضى .
لوحه (5)- اختفاء..!
حرب العيون واللحظات القاسية القاتلة، ظلت كل سنين الهروب يراها متحصنة بثقه لها سهام صائبة لا تخطئ مرماها .
- لايجوز ولا يحق لك أي شيء حتى الابتسامة، فهي تبرز أكثر ثنايا وجهك الحادة والقاسية ، لا منحنيات فيها ، إنها تدفن صور الوداعة والأمان ولايعترف بأي برهان تأتي به! .
لوحة (6)- عودة المجن..!!
كتب بضع كلمات هائمات على هامش الإعلان الخبر الغريب !!
قلبت ظهر المجن فيه،وأشعلت نيراناً كان يظنها قد خمدت منذ عشرات السنين، جعلته يسابق القوارض بنبش القبور التي دفنت بداخلها كل أزاهير الربيع ،بل كل خطوات التردد والخجل والحيرة ، دفنت بباطنها لحظات ذكريات لعمر صنعت أساساته من لبنات وهم التفوق على كل مكبلات الذات، فتراكبت سنين الفرقة والغربة، ما بين البيوت والقبور ، فخلقت عالماً سحرياً ردمت كل مراتب الأسرار لمن غابوا فيها ولمن بقي ، فلم تكن تلك قبوراً عادية، كانت نصباً تذكاريه للحزن السرمدي ، صفت أحجارها ومعادنها بعناية أسرارها ، تختلط ألوانها مع ألوان حبات الرمل بالنديم الرطب الحزين في كل الأحوال، فتنبعث من مسامه رائحة البخورالشئيم الغريب .
وسأل نفسه وأجاب : الى أين كان يسير به درب عمره المتقطع ؟
1- أنين يخرج من جرحه الرطب المتجدد كأنفاس مزمار راع فقد قطيعه في مساء مكفهر مرعب جالت رياح عاصفة بأشلائها وأوصالها .
2- لم يكن وحيداً بل كانت كل اصابع يديه مزدوجة والدم ينزف من بين ثناياها مثل ايام الصبا ومثل ايامه الاولى والاخيرة كانا ينبشان بالردم المتراكم فوق أبواب خزائن البيوت العتيقة ، فلماذا العصيان عند ظهور أول بوادر البريق المبشر بانفلاق صبح جميل صافي .
3- كان لابد من تقديم التعازي وجهاً لوجه ، لتتلاقى كل التجاعيد وتتلاقى كل اثار السنين المضنية على تهجدات الحناجر الغريبة التائهة ،ويبوح كل منهما للآخر بما أسلف من أيام فرقة قاسية .
4- قبض بيدية الواهنتين على الايام التالية ،ودلف معها الى سكون الخبايا المجهولة يستكشف باحثاً عن غفلات نبضات القلوب المتفرقة .
5- كانت تعزف بكف واحده على اوتار خزائن مدينتها الفاضلة الحالمة .
6- لم يكن الحظ يضرب بأرقامة صدفه ، فالرقم واحد دائماً كان يلاحقه واليوم أصبح في كف الميزان ، اثنين هو ثقيل ؟.
لوحه (7)- تعليقات :
أخذت تجر بدنها الملفوف بالسواد الشديد الى محطات الانتظار، في ما مضى ، كن كثيرات، وكانوا كثيرين ، كانوا اطفالاً وصبية وكانو نساء وعجائز، وكان الافق كله ، أفق المدينة ، و أفق البرية بقبورها ، من وراء ضباب غسق الليل يغلب عليها علائم الاجساد السوداء المتحركة، كل هذا وذاك كانت الحياة تدب بهم جميعاً عندما ينادي بهم الحنين والخوف بآن واحد ، فينفصل كل لون بحاله في خانته ،وكل اندماج ينفصل عن خليله ، وتتابع السرعات وتخف الخطوات ،وتزداد الخفقات ،و يعم السكون ويبدأ نوم الغافلين ،وتبدأ آهات التوابين، وتبدأ حكايا وأقاصيص المغامرين .
تعليقات على هامش الإعلان المكتسح بالسواد :
- لم تطل بها الايام إذ أصبحت وحيده ، كن جماعات وزرافات وبقيت وحدها متمسكة بآذيال الوحدة وهي تجرّ آهات الزمان القديم وكان ثقيلاً جداً.
- لا تفارق قبره إلاّ وقد أندمج لون عباءتها بلون سواد الليل الحالك المرعب .
- لم تطل بها الايام كما طالت بالعجوز جارتها القديمة .
- لم تنفصل الألوان لديها عن بعضها، وكذلك المدافن والبيوت لم تنفصل عن بعضها ،عادت في غربة الزمن الآثم لتتحد في غفلة مجرمة.
لوحه (8)- تحليل :
جاء في التعليق على خبر الاعلان :
- بعض رجال المدينة مع ثلة من الاتباع خرجوا يستطلعون مكان ( الجنية المقتولة ) بين القبور الغربية .
- قال قائل ثان : ان سباع البرية أخرجت جثة بعد دفنها ،لكن ما كان يقال بين أهل الحكايا والاساطير ،أن قصة مثيرة شاهد احداثها قريبون ممن كانوا يتأخرون بين القبور بعد ظلمة الليل بقليل ،وأن الجريمة الغامضة وقعت حينها، لم تحدث ضجة ولا أصوات ولم يستطيع احد رؤية أي شيء عن كثب .
لوحة (9)- براثن خيال !.
قال له من كان يستمع إليه ويراقبه عن قرب :
- اكمل وماذا بعد ؟
أصابه العجب من سؤال صاحبه فاجابة ببلاهة واضحة : لا أعلم أن كانت هناك اضافة ؟ أو زيادة أو ماذا تريد من ( وماذا بعد ) ! ؟ .
كانت اجابة صديقه: ما كنت أعرف أن فيك هذا الخيال الخلاق من قبل !! .
- أي خيال وأي خلاق ؟ ثم أنك أنت من .... ؟
- لقد أصبحتَ مثلهم !!
- من هم الذين اصبحت مثلهم ؟
وبعد صمت طويل تبادلاً خلاله نظرات مريبة مليئة بالشك صرخ صديقه منفجراً :
- أنت يا مجنون !
راح يرددها وهو يبتعد عنه .
سمع أصواتاً غريبة وجلاجل صاخبة ،ثم أعقبها هدوء وسكون مطبق ، شاهد نفسه كطائر يطير في الهواء، يعلو وينخفض ثم انتابتة ارتعاشات مفاجئة على أثر وخزات باسفل قدمية ،كان يصرخ عندما تشتد الوخزات ،ثم يهدأ عندما تختفي ،فيعود الى تصور نفسه يمشي حافياً، فلا يسمع غير حسيس وحفيف أوراق الأشجار من حوله ،أعقبها هبوط كتله ثقيلة جثمت على صدرة فكتمت انفاسه وقيدت جسمة .
سمع صوتا مألوفاً لديه يكرر عليه اسمه ،فتح عينيه بصعوبة بالغة وبعد عدة محاولات منه لتصفية ملامح صورة كانت مرتسمة أمام وجهه، رأى الوجه واضح المعالم إنه وجه صديقه ثانية ، ولما استقرت النظرات وتطابقت على بعضها عاد وسأله :
من هي تلك المقتولة وانت تردد اسمها يا مجنون ؟
عادت اليه الغيبوبة بثقلها المبرح ،عندما لمع في ذهنه يقين ، انه واقع في براثنها الى الأبد .
وسوم: العدد 703