مكانه الشهيد عن الله
قصة حدثت مع الشيخ عبدالله عزام رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
في احدى المعارك في الايام الاولى للجهاد الافغاني استشهد شاب مجاهد افغاني وكان ممسكآ بسلاحه وهو كلاشنكوف سوفييتي سلاح الضباط وحينما حمله المجاهدون وجاءوا به ووضعوه امامنا لاحظنا ان يد الشهيد متمسكه بالسلاح فقال الامير لماذا لم تاخذوا سلاح الشهيد فقالوا لم نستطع؟ فسالهم للمرة الثانيه فاجابوا مثل الاولى بل زادوا على ذلك جرب بنفسك وانزعه من يده ان كنت تستطيع؟ فاستغربنا من الامر فقام الامير الدكتور عبدالله وحاول ان يفلت يد الشهيد من السلاح فلم يستطع وحاول المجاهدون ولم يستطع احد اخذ سلاحه.
فقال الامير اتركوه كفى واذهبوا واحضروا اباه واخروا دفنه حتى ياتي والده.
فذهب المجاهدون واحضروه .
وكان الامير امر المجاهدين ان لايخبروا والد الشهيد انه ابنه استشهد.
وحينما وصل والده وسلم علينا بدا بالكلام فورا وكانه لايريد ان يتكلم الامير قبله ...فقال اعلم الان ان ابني شهيد واعلم لماذا اتيتم بي هنا؟
فاستغربنا منه وسالناه وكيف علمت ومن اخبرك ؟
فقال لم يخبرني احد ولكني اعلم..
فقلنا اخبرنا ....
وهنا كانت المفاجاه فقد قال ان ابني الشهيد ممسك سلاحه بيده وهو لايتركه...
فقلنا نعم
ولكن مالسبب
قال أنا السبب
لأن عندي 4 أبناء وهذا السلاح قد غنمته أنا من السوفييت قبل أن تبتر الألغام رجلي ,
وكما تعلمون هو سلاح جيد وقوي ولا يوجد بالأسواق مثله حتى نشتري مثله هذا إن وجد المال أصلآ
كما أني جاهدت فيه وعز علي أن أعطيه ولدي المجاهد مخافة أن لا يحافظ عليه جيدا ولكنه أصر علي وألح علي إلحاحآ شديدآ .
وقال لي:
يا أبي أنت لا تستطيع الجهاد الان فدعني أكمل مسيرة الجهاد عنك بسلاحك هذا فأنا احتاجه في المعارك فاستحيت من الله عز وجل أن أرده بعد قوله هذا....
ولكني قلت له أعطيك السلاح بشرط
قال وماهو
قلت إذا استشهدت تأتي به إلي فقال لي : اتق الله يا أبي وكيف هذا؟
قلت أريد أن يجاهد كل أبنائي بسلاح والدهم الغنيمة فأشاركهم الأجر إن شاء الله , وأما كيف فالأمر بسيط أنا أدعوا ربي بعد كل صلاة أن لايسلم ابني سلاحي هذا إذا استشهد إلا لي وإن كنت ميتآ يسلمه إلى أخوه الذي سيجاهد ان شاء الله من بعده وأنت تدعوا الله عز وجل بهذا الدعاء أيضآ وخصوصآ ياولدي إذا بدأت المعركه فإنه وقت لا يرد الله عز وجل الدعاء فيه,
فعاهدني على هذا.
وحينما جاء المجاهدون إلي بيتي وأخبروني أنك تطلبني أيها الأمير عرفت السبب وذلك لأنه استقر في قلبي أن ابني قد استشهد.
فقال له الامير نعم .
لقد صدقت ابنك قد استشهد , والآن كيف العمل اندفنه وهو ممسك بسلاحه ؟
قال : لا ثم قال : احضروا الي ابني الشهيد ..
فأحضرناه وقد مر يومان على استشهاده , ولم يتغير لونه ولم تخرج منه رائحة كريهه وكان دمه مازال ينزف, وكنا قد وضعناه على سرير,فلما رآه بكى
وقال والله يابني لقد صدقت الله فصدقك , وقبل رأسه ثم امسك بسلاحه بيده , وقال لابنه الشهيد "اترك السلاح يابني فانا ابوك"
و والله لقد تركت يد الشهيد السلاح أمامنا فكبر المجاهدون...
فكان بعضهم يبكي وهو يقبل الشهيد والبعض الآخر يبكي ويقبل رأس أب الشهيد
فالله اكبر ولله الحمد.
من كتاب
#آيات الرحمن في جهاد الأفغان
وسوم: العدد 706