النمور في اليوم العاشر
قال النمر: أحضر لي ما آكله ، فقد حان وقت طعامي .
قال المروض بدهشة مصطنعة : أتأمرني وأنت سجيني ؟ يالك من نمر مضحك !!
قال النمر : لا أحد يأمر النمور .
قال المروض: ولكنك الآن لست نمراً وقد صرت في القفص ، فأنت الآن مجرد عبد تمتثل للأوامر وتفعل ما أشاء .
قال النمر بنزق : لن أكون عبداً لأحد.
قال المروض: أنت مرغم على إطاعتي ؛ لأني أنا الذي أملك الطعام.
قال النمر: لا أريد طعامك .
في اليوم الثاني أحاط المروض وتلاميذه بقفص النمر
قال المروض : ألست جائعاً؟ قل إنك جائع فتحصل على ما تبغي من اللحم.
قال النمر: أنا جائع
فضحك المروض وقال لتلاميذه :ها هو ذا قد سقط في فخ لن ينجو منه . وأصدر أوامره ، فظفر النمر بلحم كثير. في اليوم الثالث قال المروض للنمر
إذا أردت اليوم أن تنال طعاماً، فنفذ ما سأطلب منك , طلبي بسيط جداً . أنت الآن تحوم في قفصك ، وحين أقول لك : قف ، فعليك أن تقف .
قال النمر لنفسه: إنه فعلاً طلب تافه، ولا يستحق أن أكون عنيداً وأجوع .
في اليوم الرابع قال المروض :
لن تأكل اليوم إلا إذا قلدت مواء القطط .
وقلد مواء القطط ، فعبس المروض ، وقال باستنكار: تقليدك فاشل . في اليوم الخامس ، قال المروض للنمر:
هيا، إذا قلدت مواء القطط بنجاح نلت قطعة كبيرة من اللحم الطازج. قلد النمر مواء القطط ، فصفق المروض ، وقال بغبطة : عظيم! أنت تموء كقط في شباط .
في اليوم السادس ، قال المروض :
قلد نهيق الحمار
قال النمر باستياء : أنا النمر الذي تخشاه حيوانات الغابات ، أُقلد الحمار؟ سأموت ولن أنفذ طلبك .
في اليوم السابع ، اندفع النمر ينهق مغمض العينين ، فقال المروض :
نهيقك ليس ناجحاً، ولكني سأعطيك قطعة من اللحم إشفاقاً عليك .
في اليوم الثامن ، قال المروض: سألقي مطلع خطبة، وحين سأنتهي صفق إعجاباً. قال النمر : سأصفق.
في اليوم التاسع جاء المروض حاملاً حزمة من الحشائش ، وألقى بها للنمر، وقال: كل، قال النمر: ما هذا؟ أنا من آكلي اللحوم. قال المروض : منذ اليوم لن تأكل سوى الحشائش .
في اليوم العاشر اختفى المروض وتلاميذه والنمر والقفص ؛ فصار النمر مواطناً، والقفص مدينة .
وسوم: العدد 722