الوقوف ضد تهديد الامن القومي السوري والتركي لايحتاج لأذن من احد أزمة الصواريخ السوفيتية في كوبا عام ١٩٦٢ مثالاً..

اعزائي القراء ..

اكتب هذا الموضوع لأقارن بين التهديد القائم  اليوم على وحدة سوريا وتركيا  من قبل احزاب مسلحة كردية للنيل من الامن القومي التركي والسوري . وبين التهديد السوفيتي للامن القومي الامريكي عام ١٩٦٢ ايام نصب  السوفييت الصواريخ  النووية البعيدة المدى في كوبا والتي تقع في خاصرة الولايات المتحدة الامريكية ، هذه المقارنة تعتبر متقاربة جدا حيث تضامن يومها العالم بأسره مع مخططات امريكا لكبح جماح السوفييت  والذين اضحوا خطراً على الامن القومي الامريكي.

نستطيع القول ان ما قامت به امريكا يومذاك لم يكن بحاجة  لاستئذان  الامم المتحدة ولا إذن كوبا.

تعالوا نسترجع  التاريخ  ونعيد  قصة الصواريخ النووية السوفيتية في كوبا وكيف تم اخماد حرب عالمية  ثالثة كادت بسببها  ان تنشب بين السوفييت والعالم الغربي.

ففي شهر اب من عام  1962 شرعت حكومتا كوبا والاتحاد السوفيتي في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى في كوبا، والتي تعطي الإمكانية من ضرب معظم أراضي الولايات المتحدة.

بدأت الأزمة في 8 تشرين الاول 1962، ووصلت ذروتها في 14 تشرين الاول عندما أظهرت صور استطلاع التقطت من طائرة التجسس الأمريكية لوكهيد يو-2 عن وجود قواعد صواريخ سوفيتية نووية تحت الإنشاء في كوبا.

فكرت الولايات المتحدة في مهاجمة كوبا عن طريق الجو والبحر، ثم استقر الرأي بعمل حظر عسكري عليها. فأعلنت الولايات المتحدة أنها لن تسمح بتسليم أسلحة هجومية لكوبا، وطالبت السوفيت تفكيك أي قواعد صواريخ مبنية أو تحت الإنشاء في كوبا وإزالة جميع الأسلحة الهجومية. ولم تكن إدارة كينيدي تتوقع أن يستجيب الكرملين لمطالبهم، وتوقعت حدوث مواجهة عسكرية بين الدولتين. أما على الجانب السوفيتي فقد كتب الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف في رسالة إلى كنيدي بأن "حظر الملاحة في المياه الدولية أو المجال الجوي" يشكل "عملاً من أعمال العدوان تدفع البشرية إلى هاوية حرب صواريخ نووية عالمية".

رفض السوفيت علنًا جميع المطالب الأمريكية، ولكن عبر قنوات سرية من الاتصالات بدأت اقتراحات لحل الأزمة.

انتهت الأزمة في 28 تشرين الاول 1962، عندما توصل كلّ من الرئيس الأمريكي جون كينيدي وأمين عام الأمم المتحدة يو ثانت إلى اتفاق مع السوفيت لإزالة قواعد الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا وأن تقوم بالتخلص بشكل سري من الصواريخ البالستية المسماة بجوبيتر 

أزال السوفييت بعد أسبوعين من الاتفاق جميع أنظمة الصواريخ ومعدات الدعم، وتم تحميلها على ثماني سفن تابعة لهم في الفترة من 5 إلى 9 تشرين الثاني. وبعدها بشهر أي في 5 و6 كانون الاول حملت القاذفات السوفيتية اليوشن-28 على ثلاث سفن شحن إلى روسيا. وانتهى رسميًا الحظر على كوبا يوم 20 تشرين الثاني 1962 في الساعة 6:45 مساءاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة. ثم حدث كنتيجة لمفاوضات إضافية إنشاء الخط الساخن بين موسكو وواشنطن.

وفي أول خطاب له عن تلك الأزمة، أطلق الرئيس  الامريكي كينيدي في 22 تشرين الاول 1962 إنذاره الرئيسي:

«ستكون سياسة هذه الأمة إزاء أي صواريخ نووية تنطلق من كوبا ضد أي دولة في النصف الغربي هجوما على الولايات المتحدة، وستكون ردة الفعل الانتقامية كاملة على الاتحاد السوفيتي».

اعزائي القراء 

عاصرت تلك الأزمة ساعة بساعة عندما كنت في إيطاليا  اتابع دراسة الهندسة حيث تابعت انعكاساتها على الشعب الايطالي باتخاذه كافة الاحتياطات التي تقتضيها الحرب النووية ،ولما انفرجت الأزمة احتفل الناس في الشوارع كاحتفالهم بالأعياد الوطنية .

اذكر ذلك اليوم بمناسبة تقدم الحزب الديموقراطي الكردستاني في  شمال سوريا بدعم امريكي معلناً دعوة كل أقرانه من الأحزاب  التي تتمتع بذات الايدولوجية في دول المحيطة للمشاركة معه في هذه  الحرب الانفصالية .وخلال أشهر قضمت هذه الأحزاب شمال سوريا باكمله  مسيطرة على تسعين بالمائة من مدنه وقراه العربية والتركمانية  والآشورية ،والسيطرة على مجرى نهر الفرات ودجلة واحتكار الثروة البترولية والغاز  والثروة النباتية والحيوانية والمحطة الرئيسيّة للطاقة الكهربائية  والعمل على تجنيد ابناء المنطقة  عسكراً في صفوفها وهو يقاتل اليوم في عفرين لاستكمال مخطط فتح منفذ بحري على البحر الابيض المتوسط، فتحول شمال سوريا مقرا لحزب العمال ذو الجذور التركية  والديموقراطي ذو الجذور السورية والكردستاني القادم من أربيل واخر من شمال غرب ايران  ، كل ذلك حصل في اقل من عام، فان لم يكن ذلك تهديداً للامن الوطني والقومي السوري والتركي  ،فكيف يكون التهديد اذن؟

وكما ذكرت  أعلاه من ان التدخل لحماية الامن الوطني و القومي  لا يحتاج لاذن من احد . فعلى امريكا  التي طبقت هذا المبدأ ان تلوذ  بالصمت  وتمتنع عن زعزعة امن المنطقة وتقسيمها وتوقف دعمها للأحزاب المتطرفة  وكفاها شحن التوتر بين ابناء الشعب الواحد .

فكل مكونات الشعب السوري سيكونون متكافئين في سوريا الغد ..

وسوم: العدد 758