الصادات الثلاثة.. ومعركة المصير!
*) مَن قال : إن حرب بوش ومحافظيه الجدد ، ليست صليبية ، فهو يتستّر على بوش، وحَربه ، ونيّته ، والوحي الإلهي الذي يتنزّل عليه ، أو يراه في الحلم ! وبهذا يكون المتستّر (الحكيم!) بوشياً أكثر من بوش ، وصليبياً أكثر من الصليبيين الجدد !
*) ومن قال : إن اجتياح العراق ، وتدميره ، وتشتيت أهله ، وذبح علمائه .. ليس حرباً صهيونية ، فهو يتستّر على الصهاينة ، الذين لم يُخفوا ما فعلوه ، ويفعلونه ، في العراق ! فهو صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم !
*) ومن قال : إن احتلال أمريكا للعراق ، لم يكن بتخطيط ومكر وتنفيذ ، من الصفويين في طهران ، وجنودهم في العراق ، فهو متستّر على الصفويين ، ونيّاتهم المعلَنة، وسلوكاتهم الفاضحة .. فهو صفوي أكثر من الصفويين أنفسهم !
*) ومن قال : إن ما جرى ، ويجري ، في العراق ، ليس بتنسيق تامّ ، بين الصادات الثلاثة : ( الصليبيين ، والصهاينة ، والصفويين !).. فهو جاهل ، أحمق ، لا يرى ، ولا يريد أن يرى ! ولا يمكن اتّهامه بالعمالة ، لأحد الصادات الثلاثة ، إذ ليس فيها قائد أحمق ، يتّخذ عميلاً بهذا الجهل كله ، وهذه الحماقة كلها !
*) ومن قال : إن الحكومات قادرة على الدفاع عن عقيدة الأمّة ، أو لديها الإرادة لذلك، فهو عبقريّ من عباقرة العصور، لأنه يَسوق معلومات خاصّة جداً ، عن الحكومات، لا تعرفها هي نفسها ،عن نفسها ! ولم تفكر بها أصلاً، ولم يثبت عن أيّة واحدة منها، أنها جنّدت سريّة واحدة ، بل فصيلة واحدة ، من فصائل المشاة ، أو المدرّعات ، أو الصواريخ ، أو غيرها ، وسمّتها فصيلة حماية العقيدة ! ( كما سمّت بعض الحكومات، كتيبةَ حماية الثورة .. مثلا! ) . وبالطبع لا يستطيع عاقل ، أن يقول: لا داعي لمثل هذه الفصيلة ، لأن الجيش كله معَدّ للدفاع عن العقيدة ! لأن هذا الكلام مناقض للحقائق على الأرض ، ومناقض لأصل تشكيل الحكومات ، وتشكيل جيوشها!
*) ومن قال : إن الشعوب عاجزة عن حماية عقيدتها ، في وجه الهجمات الشرسة ، التي تتعرض لها العقيدة ، فهو إمّا جاهل ، أو مخذّل (عن عمد .. أو عن سذاجة!).
*) ومن قال : إن الشعوب ، بقضّها وقضيضها ، وهيَجانها العاطفي ، قادرة على أن تدافع عن عقيدة ، أو وطن ، دون قيادات من بينها ، تنظّم طاقاتها ، وتوجّهها ، وتدير صراعاتها .. فهو بسيط ساذج ، أو جاهل بأبسط خصائص الشعوب والمجتمعات، وبأبسط مبادئ العمل الاجتماعي والسياسي !
*) ومن قال : إن القيادات الشعبية العادية ، قادرة ، في الظروف الاستثنائية الحرجة ، على كسب ثقة الجماهير، وقيادتها ، وتنظيم طاقاتها ، وإدارة صراعاتها .. فهو يعلّل النفس بالآمال ، هرباً من قسوة الواقع ! على مذهب الشاعر، الذي قال :
أعلّل النفسَ بالآمال ، أرقبها ما أضيقَ العيشَ ، لولا فسحةُ الأملِ !
وهذا المبدأ ليس مرفوضاً ، مادام المرء يبذل جهده ، بقدر طاقته ، ولا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها . ولو عَطّلت الشعوب جهودها ، وشلّت طاقاتِها ، بانتظار القادة المبدعين ، أو الملهَمين ، لأضاعت أوقاتها وأوطانها ، والفرصَ المتاحة لها ، في عملِ ما هو ممكن ومجدٍ ، في الدفاع عن مصيرها ومصير أوطانها ! فالخلل ليس في بذل الجهد الضعيف الممكن ، بل في تعطيل هذا الجهد ، انتظاراً للقائد الحلم ، والظرف الذهبي ..!
وفي الهَدي النبَوي : اعملوا ، فكلّ ميسّر لِما خُلق له !
وسوم: العدد 759