الروس يحبون الكذب، ويمارسونه بلذة فائقة
مركز أمية للبحوث و الدراسات الإستراتيجية
بعد أن ظهرت نتائج القتل المتعمد الذي يمارسه تحالف الشر في موسكو، وطهران، ودمشق على المدن السورية بالتعاقب، حاول الكرملين غسل يدي بوتين الوسختين والملطختين بدماء أطفال الغوطة الشرقية ونسائها وشيوخها، فأعلن أن طائراته لم تشارك بالقصف الوحشي الذي تتعرض له دمشق، وبالتالي فقد ذهب ظنه أن هذه الكذبة الرخيصة سوف توفر له راحة ضمير في قبر عميق للضمائر الميتة القريب من الكرملين، وأنه قادر على نيل حكم براءة من محكمة الضمير الإنساني إن تبّقى هناك قليل من ضمير إنساني حي في بقايا الاتحاد السوفيتي الذي دُفن، ودُفنت معه كل القيم والأخلاق الإنسانية والضمير الحي.
لو أن مصنع الكذب في الكرملين قال: إن روسيا تواصل جريمتها التي بدأت بذبح شعب القوقاز، ثم انتقلت إلى أفغانستان لاستراح ضميرنا، ولكن أن يرى المقتول يداً آثمة تمتد إليه بخنجر مسموم، ثم يهتف حامل الخنجر بالسلام فتلك هي المصيبة التي عانت منها الشعوب على أيدي تجار تصدير الشيوعية في كل مكان، كما يعرف كثير من العراقيين الذين عاصروا حقبة نهاية الخمسينات عندما كان عملاء الكرملين نفسه من أحفاد تقاليد ستالين يهتفون عالياً بشعارات السلام، وهم يذبّحون المئات من الأبرياء في بغداد والموصل وكركوك، وكان خروشوف يرفع صوته عالياً منادياً بالسلام كلما ارتفعت أعداد القتلى، أو علقت أجسادهم على أعمدة الكهرباء والتلفون.
هكذا تعلّمنا منهم ومن تقاليدهم الرخيصة، فسيرجي لافروف لا يختلف كثيراً عن أندريه غروميكو وقيصر روسيا الجديد فلاديمير بوتين لا يختلف كثيراً عن نكيتا خروشوف أو جده جوزيف ستالين، ولا أظن أن مصير أي واحد منهم سيختلف عن مصير نيكولاي شاوشيسكو، رمياً بالرصاص أمام برلمان بلدهم، وعلى أيدي أبناء شعبهم، أو بغضب رباني لا يتوقعه أحد منهم .
لقد كذبوا على شعبهم عندما أنكروا وقوع قتلى روس في الغارة الأمريكية على دير الزور، إذ أرادوا بلع عارها لأنهم أجبن من أن يردوا على الولايات المتحدة، فاستعاضوا عن ذلك بانتقام جبان من الشعب السوري في مواجهة بين الأجساد العارية مع أحدث ماكنة الحرب الروسية التي تبقى متخلفة قياساً بالسلاح الأمريكي.
من يكذب بهذا الشكل على شعبه فهو على استعداد أكبر للكذب على الرأي العام العالمي، ولأن الروس أغبياء ومتخلفون بالفطرة، فيبدو أن ثورة الاتصالات التي لم تسمح لها الجمارك الروسية بالدخول إلى البلاد تركت تأثيرات مضاعفة على طريقة التعامل الرسمية مع الشعب الروسي والرأي العام العالمي، وعندما يقيس الغبي على درجة غبائه، ويظن أن الآخرين بنفس الدرجة، فعلينا أن نتوقع الأسوأ.
أما بشار القاتل لشعبه فلا يستحق منا وقفة معه؛ لأنه مجرد لعبة تتقاذفها أيدي أطفال إيران، وروسيا، وحزب الله والمليشيات الشيعية التي تحمل عبارة صنع في العراق، إنه تافه أكثر مما ينبغي وغبي أكثر من ذلك، ومن يعتمد في تثبيت كرسيه على مسامير أجنبية، عليه أن يبحث عن موعد نفاد صلاحيتها لمقاومة الصدأ.
وسوم: العدد 760