أين الفصائل والمعارك وفتح الجبهات نصرة للغوطة؟
سؤال يتردد في أذهان كل غيور على الثورة والغوطة، منذ بداية الهجمة الوحشية البربرية على أهلنا الصامدين في غوطة المجد، الذين يتعرضون لحرب إبادة شاملة، على مرأى ومسمع من دول العالم أجمع.
لقد تعاهد أهل الغوطة على الصمود، وحسموا قرارهم بالثبات والمواجهة، وعدم السماح لأحد أن يقتلعهم من أرضهم ويهجّرهم من غوطتهم التي ولدوا وعاشوا فيها، وتحملوا فيها الحصار والقصف والجوع من أجل ثورتهم وكرامتهم.
لكن السؤال ماذا قدمت الفصائل الثورية لدعم صمودهم؟
منذ يومين كتبتُ عن استكمال معارك وتجهيز أخرى، وما قلتُ ذلك إلا نتيجة متابعة يومية حثيثة مع عشرات القادة من الجنوب للشمال.
لكنني -كغيري- متألم لكل دقيقة تأخير، وأعلم أن ضريبتها من دماء أهلنا ومعاناتهم، نعم .. قد لا توقف المعاركُ الحربَ على الغوطة، لكنها ستشتت قوات النظام، وسترفع معنويات ثوارنا، وستجبر العالم المتآمر على سماع صوتنا.
منذ مدة نسقنا حملة صاروخية شاركت فيها فصائل عدة من الجنوب للشمال #الغضب_للغوطة وقلنا إن ذلك مقدمة لفتح الجبهات، ثم شهدنا منذ أيام معركة إغارة في الساحل، واليوم قام ثوار القلمون بقطع طريق دمشق-بغداد.
لكن التأخر عن فتح المعارك ليس مبرراً أبداً رغم حاجتها للتجهيز التام، إذ ما الفائدة منها إن جاءت بعد فوات الأوان، التاريخ لن يرحمكم، والأجيال لن تسامحكم إن لم تسارعوا بفتح الجبهات بمعارك قوية فورية.
أعلم أن منكم فصائل وقادة شرفاء يتألمون لما يجري لإخوانهم ويبذلون كل جهدهم للإسراع في نصرتهم ويصلون ليلهم بنهارهم، وأنا متواصل مع عدد كبير منهم، لكن ذلك كله لن يشفع لهم إذا تأخروا عن فتح المعارك أكثر من ذلك.
يا فصائل حوران والقنيطرة، والبادية والقلمون الشرقي، وريف حمص الشمالي، وريف حماة وإدلب والساحل وحلب:
ها هي الغوطة تستصرخ ضمائركم، وها هو التاريخ يسجل عليكم فإما فخر ورفعة وشرف، وإما عار وذل وخسران.
نناشدكم بالله ونخوّفكم عقابه، ونهيب بكم أن تتداركوا ما تأخرتم فيه كثيراً، ففي كل يوم تتأخرون فيه يتقدم العدو، اتقوا الله في دماء أهلنا وأعراضهم فهي أمانة في رقابكم، سيسألكم الله عنها، يا من ائتمنكم على مجاهدينا وسلاحهم.
اللهم أنت تعلم أنني أسهر ليلي وأتعب نهاري وأنا متألم لحال أهلنا في الغوطة، أبذل جهدي وطاقتي لنصرتهم والتخفيف عنهم، اللهم فلا تكتبني مع المتخاذلين، واحفظ غوطتنا وأهلها وثوراها، ووفق من استجاب للنداء ونَصَرها.
وسوم: العدد 763