الغرب المتوجس من الإسلام حريص أكثر من ذي قبل على خلق قطيعة بينه وبين أهله

الغرب المتوجس من الإسلام حريص أكثر من ذي قبل على خلق قطيعة بينه وبين أهله مخافة عودتهم الحقيقية إليه و هو يسخر لذلك طوابيره الخامسة

ليس من قبيل الصدفة أن يعرف العالم العربي وهو محضن الإسلام ومهده مباشرة بعيد ثورات وحراكات الربيع العربي  سيلا جارفا من الدعوات المستهدفة لهذا الدين من خلال جبهات عدة يجمعها هدف واحد ، وهو محاولة خلق قطيعة بين الإسلام وأهله عن طريق زعزعة ثقتهم فيه لمنع التفكير مستقبلا في الرهان عليه للخروج من وضعية ما بعد النكبة وما تلتها من نكسات . والذي جعل هذه الحملة المسعورة ضد الإسلام تستعر هو ما أفرزته ثورات الربيع العربي من ميل الشعوب العربية إلى الرهان على هذا الدين ، ذلك أنه ليس من قبيل الصدفة أن تتفق شعوب عربية في أكثر من بلد عربي على اختيار أحزاب سياسية ذات مرجعية إسلامية أو ترفع شعار الإسلام لتدير شؤونها بعد سقوط  أنظمة  فاسدة ظلت تحكمها لعقود مكرسة وضعية ما بعد النكبة والنكسات . وما كادت صناديق الاقتراع في بعض البلاد العربية تكشف عن فوز تلك الأحزاب حتى جن جنون الغرب ، واخترع عدوا سماه الإسلام السياسي ، وجند عصابات إجرامية ترتكب الفظائع باسمه زورا وبهتانا لتبرير الإجهاز على كل من يرفع شعار " الإسلام هو الحل " ولو كان ذلك عن طريق اللعبة الديمقراطية  وعبر صناديق الاقتراع ودون عنف أوهدر للدماء. وبسهولة ويسر وجد الغرب هو وطوابيره الخامسة المختلفة صلة بين من فازوا في الانتخابات بطريقة ديمقراطية وعبر صناديق الاقتراع ، وبين من سفكوا الدماء ، وحشر أولئك مع هؤلاء في خانة واحدة ، وتبين أن المقصود عند الغرب بالإسلام السياسي هو أولئك الذين فازوا في الانتخابات ،وليس أولئك الذين صنعتهم مخابراته لممارسة العنف تشويها للإسلام، والذين تبخروا بين عشية وضحاها  دون أن يتركوا خلفهم أثرا بعدما أعلنوا عن دولة وهمية ، وخلافة خرافية .

ولقد جن جنون الغرب وهو يرى أنظمته الفاسدة التي ثبتها في العالم العرابي لعقود ودجنها تنهار أمام حراكات وثورات الشعوب العربية ، وبادر إلى وضع حد لانهيارها، فكانت البداية من  الانقلاب العسكري في مصر ، و الذي تلته انقلابات انتخابية في بلدان أخرى ، كما انقلبت بعض الثورات والحراكات إلى حروب طائفية، وفوضى عارمة لاجهاضها ثورات ، وفقد الثقة فيها ، وتفضيل ما كان من أوضاع فاسدة قبلها  عليها ، وإيقاف إجهازها على الأنظمة الفاسدة المتهاوية ، وكان للغرب وطوابيره الخامسة ما أرادوا . ولما كان الغرب على يقين من أن ثني الشعوب العربية عن رهانها على الإسلام بالقوة لن ينجح أبدا  فقد جنح إلى الكيد الخبيث والدسائس  ،فجند طوابيره الخامسة في أكبر مشروع لتشويه الإسلام  بمختلف الطرق والأساليب . وليس من قبيل الصدفة أن تفتح عدة جبهات للتشكيك فيه ، فليتقي عند نفس الهدف القرآنيون الذين يقصون الحديث لعزل القرآن الكريم وتأويله على مقاساتهم  وحسب أمزجتهم وأهوائهم ، والمجهزون على الحديث تكذيبا وتشكيكا  فيه . وليس من قبيل الصدفة أيضا  أن تثار قضايا اجتماعية متعلقة بالأسرة وبالمرأة  يقترح لها ما يسمى بحلول بديلة عما حسم فيه الإسلام  منذ  خمسة عشر قرنا من الزمان . ولقد بدأ التجاسر على الإسلام في هذه القضايا أول الأمر بجس للنبض ثم بدأت وتيرته تزداد يوما بعد يوم ، ليصل  الأمر حد المطالبة بتعطيل الشرع تحت شعار المطالبة بالحرية ، وهي حرية أشرع بابها على مصراعيه حتى صرنا نسمع بحرية الجسد ، وحرية السفاح ، وحرية الردة ... وغير ذلك من أنواع الحرية التي لم نسمع بها من قبل .

وموازاة مع اشتداد وتيرة استهداف الإسلام بشتى الطرق والأساليب ،نظمت حملات منسقة لإسكات أهل العلم بهذا الدين ، وزج بالكثير منهم في السجون والمعتقلات ، ولفقت لهم التهم ، وسكت الكثير منهم خوفا من التهديد . ويراهن الغرب وطوابيره على ما يعتبرونه تناميا لتيار الشك وفقدان الثقة في الإسلام من خلال التشكيك في  مصنفاته وعلمائه ودعاته  . وليس من قبيل الصدفة أن تلفق التهم الأخلاقية لبعضهم بغرض خلق هوة بينهم وبين من كانوا يثقون فيهم .

ولن يقف أمر محاربة الإسلام عند هذا الحد ، وقد صرنا نسمع يوميا بالجديد في الحرب عليه  من عدة جبهات يجتمع أصحابها وكلهم طوابير خامسة مأجورة عند هدف هو تنزيل الأجندة الغربية المتعلقة بخلق قطيعة بين الإسلام وأهله حتى لا تعاود الشعوب العربية المسلمة الرهان عليه مرة أخرى كما فعلت في ربيعها الذي أريد له أن ينقلب إلى خريف قبل أن تزهر أزهاره ، وتثمر أشجاره ، ويؤتي أكله .

وسوم: العدد 763