مرسي بين حقد «المعلم يعقوب» وطائفية «أبو لؤلؤة»!

في توفقيت متقارب خرج من بيروت والقاهرة تصريحان، التقيا عبر الأثير في نقطة مشتركة اسمها «الحقد الأعمي على الرئيس محمد مرسي».

التصريح الأول من مفيد فوزي الإعلامي العريق في بلاط السلطة، حيث قال لبرنامج 360 على فضائية «القاهرة والناس» في معرض سرده لعشرة أسباب تدفعه لانتخاب السيسي: «.. ومستعد ألحس الأرض اللي هيمشي عليها وأبلع الزلط وأطبل ولا يرجع تاني خيرت الشاطر (نائب مرشد الإخوان)!».

وفي نفس التوقيت تقريبا انطلق من الضاحية الجنوبية لبيروت، تصريح مشابه من حسن نصر الله رئيس حزب الله عبر موقع “فردا نيوز” الإيراني قائلا خلال لقائه الإيرانيين المقيمين في لبنان: «أنا لم أؤمن بمرسي قبل انتخابه؛ لأنه كان سيئا للغاية، ورأينا موقفه خلال زيارته طهران (في إشارة إلى خطاب مرسي الداعم للثورة السورية في طهران، وترضيه عن الخلفاء الراشدين والسيدة عائشة رضي عنهم جميعا )، الشعب ثار ضد مرسي، وسقط بعد مرور عام واحد من حكمه، وأنا شخصيا كنت سعيدا جدا بسقوطه».

ولو توقفنا أمام استشهادات أخرى على كراهية مرسي صادرة من الكيان الصهيوني فلن تعد أو تحصى، وهو ما يعني أننا أمام كراهية من الوزن الثقيل للرجل من طول العالم وعرضه ..  

فما الذي فعله الرئيس المختطف محمد مرسي لينال كل هذه الكراهية وهذا العداء؟!! فالرجل جاء إلى حكم مصر كإفراز لأول انتخابات رئاسية حرة وشفافة في مصر شهد لها العالم كله بنزاهتها واعترف بنتائجها، وهو لم يختطف كرسي الرئاسة بانقلاب أو بتزوير وتلفيق النتائج وإنما جاء برغبة شعبية جارفة، ولم يكلف خزينة الدولة إبان حكمه إلا القليل، فلم يتقاض راتبا وأصر على الاستمرار في مسكنه الخاص رافضا الانتقال لقصر الحكم سكنا، وخرج من الرئاسة إلى السجن غيلة وغدرا ولم يتمكنوا حتى تلفيق ورقة تشيع أنه بدد أو نهب شيئا من أموال مصر مثلما فعل سابقوه ولاحقوه، فلماذا كل هذه الكراهية؟! 

وما الذي فعله مرسي مع مفيد فوزي ومع أفراد السلطة من الإعلاميين؟ لا شيء،  وماالذي فعله من إيذاء أو انتقاص من حقوق المسيحيين في مصر؟ لا شيء أيضا!

دعك من هذا كله، فكل من «مفيد» و»حسن» يحركهما بركان من الحقد الطائفي أشعلته الصليبية الحاقدة التي خاضت ضد الشرق أبشع الحملات الاستعمارية التي عرفها التاريخ، والطائفية المقيتة التي تابعنا إبادتها للشعب العراقي ونتابع مجازرها الوحشية ضد الشعب السوري.

أقول تحركهما كل تلك الاحقاد على ما يمثل الرئيس مرسي من فكر إسلامي وسطي وله قبول في أرجاء المعمورة، وما يحمله من مشروع إسلامي متحضر فعال ومتحرك ونافذ، ولو تمكن لصد كل المشاريع الاستعمارية والطائفية؛ فهو إذًا يمثل تهديدا وخطرا على المشروع الصليبي الجديد في مصر والمنطقة والمشروع الطائفي الفارسي الذي يسعي لالتهام المنطقة من حوله، والمشروع الصهيوني الساعي  لزعامة المنطقة، ولا مانع عنده من التفاهم مع المشروعين لاقتسام المسلمين وبلادهم وثرواتهم كغنائم حرب مثلما نتابع اليوم في سورية.

ولذلك انتفض الجميع ضد الرئيس محمد مرسي الذي يحمل مشروعا إسلاميا كان يمكن أن ينتصر على كل هذه المشاريع ثقافيا وفكريا وعقائديا.

ومن هنا فإن «مفيد فوزي» الذي يلحس التراب من تحت أقدام السلطة منذ زمن بعيد، «سلطة» بعد «سلطة» على استعداد للحس بيادة السيسي وما تحتها، ليس حبا في السيسي وإنما كراهية في عودة خيرت الشاطر بما يمثله من رمزية لعودة مرسي والإخوان المسلمين بمشروعهم الإسلامي الوطني..

وهكذا حسن نصر عبر عن سعادته بالانقلاب على مرسي الذي ترضى على الصحابة والسيدة عائشة رضوان الله عليهم في قلب طهران، واعتبروا ذلك إعلان مواجهة لمشروعهم الطامع في المنطقة والتهام مكونها السني.

إنها أحقاد المعلم يعقوب وأبو لؤلؤة المجوسي، وما أدراك؟!

وسوم: العدد 764