لماذا فاز أردوغان

علي أبو عون

[email protected]

باختصار:

فاز أردوغان لأنه تعامل بروح الإسلام وجوهره، لا باختزال البعض له في اللحية والجلباب وتطبيق أحكام الشريعة مهما كلف الأمر من ثمن.

فاز أردوغان لأنه لم يستمع لفتاوى الأصنام الموجودة حول الكعبة، ولم يُرْهن عقله لمن حبسوا عقولهم في ظواهر النصوص، وجَهِلوا مقاصدها، وأرهنوا أنفسهم لديوان الملك أو الرئيس.

فاز أردوغان لأنه لم يحمل شعار " الإسلام هو الحل " طالما أن فئات المجتمع تختلف في أيدولوجياتها ومعتقداتها، وانطلق فيما يجتمع الكل على حُلْم تحقيقه: بناء الإنسان وبناء الدولة.

فاز أردوغان لأنه أخذ بالأسباب، ونحت في الصخر، وفق رؤية مدروسة، ومنهجٍ مُحْكَم، ولم يعتمد على الدعاء والصلاة في المحراب، وتقوى أصحاب المناصب وورعهم وزهدهم فقط، فتقوى الإنسان لنفسه، وقوته وقدرته وفطنته للناس.

فاز أردوغان لأنه لم ينتظر صلاح دين جديد يحيي أمته من سباتها، ولم ينتظر أن تتدخل السنن الكونية لسحق المتآمرين، أو تتدخل الطبيعة بزلازلها وبراكينها بمشيئة الله نصرة الصالحين.

فاز أردوغان لأنه جاء من الطبقة الكادحة التي عاشت المعاناة كما باقي أبناء شعبه، فعرف أن طريق الخلاص لا يكون بتكوين الثروات على حساب الفقراء والوطن.
فاز أردوغان لأنه انطلق إلى نهضة الإنسان، أيّاً كان دينه وانتماؤه، ولم يحصر الخدمة للملتزمين دون غيرهم، عرف أن الدين في خدمته للجميع، كي يأتوا إليه مقتنعين لا منقادين.

فاز أردوغان لأنه وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كَبُر سنُّه صغر سنه، وضع الكفاءةَ المعيارَ الأساس في تعيين الأشخاص، لأن المراحل الانتقالية الحساسة في حياة الشعوب يُقاس نجاحُها بما حققت من إنجاز، لا بما حفظت لأشخاص اعتبارهم وتاريخهم.

فاز أردوغان لأنه تعامل بحسم مع كافة القضايا والملفات والمؤامرات التي تمس أمن بلده واستقراره، ولم يجعل عقول الناس رهينة لأصحاب الأفكار الهدامة، والإشاعات الكاذبة، والقصص الخرافية المختلَقة، ولم يتعامل مع من خانوا البلد بالدبلوماسية الزائفة.

فاز أردوغان لأنه منح أبناء شعبه حرية مطلقةً في الأفكار والمعتقدات والآراء، وترك الأمر لميدان العمل والنهضة والإنجاز كي يقتنع الناس بما يطرح.
فاز أردوغان لأنه عمل على كافة المحاور، على ما يوافق معتقداته وما يخالفها، قدم لكل فريق ما يقتنعون به، وما تهوى إليه أفئدتهم، لأن ترك العمل في ميدانٍ ما بحجة الاصطدام مع الأفكار يفسح المجال للغير للعبث بأفكارِ أتباعِ هذا الفريق، وتغْيِيب عقلِه.

فاز أردوغان لأنه لم يقل هذا حرام لا تفعلوه، وهذا إثم فاجتنبوه، وإنما هذا الإسلام بروحه إن أحببتموه فانتخبوه

فهل من معتبر