علماني يقترح إلغاء الفصول القانونية التي تجرم ما يسمى بالعلاقة الجنسية الرضائية للقضاء ظاهرة التحرش الجنسي
من أبواق الدعاية العلمانية المغرضة المدعو سعيد الكحل الذي طلع علينا بمقال يقطر حقدا على الإسلاميين تحت عنوان : " التحرش الجنسي جريمة تغذيها الإيديولوجيا الإسلاموية " ، وهو مقال منشور ضمن مقالات عمود" كتّاب وآراء "على موقع هسبريس.
وحكاية هذا العلماني مع الإسلاميين شبيهة بحكاية التلميذ الذي لا يعرف سوى وصف حديقة بيته كلما كلفه أستاذه بكتابة موضوع إنشائي ، وحدث أن كلفه ذات مرة بتحرير موضوع يصف فيه رحلة على متن طائرة، فإذا به يتعمد إسقاط الطائرة في حقل من الحقول ليجد علاقة بينه وبين حديقة بيته ،فيصفها كعادته. فهذا العلماني الحقود على الإسلاميين أدار الحديث عن موضوع التحرش الجنسي ليعرض بالإسلاميين كعادته ويشفي غلة حقده عليهم ، وما أظنه إلا ميتا بغيظه في يوم من الأيام . وسأنقل بعض كلامه المثير للسخرية والضحك . يقول الكحل : " لعل مقارنة بسيطة بين مجتمعات الستينات والحالية تجعلنا نستخلص أهم الأسباب من خلال المفارقات التالية : نساء بلباس عصري، ونسب التحرش جد منخفضة ،وغالبية النساء اليوم بالحجاب ، أو النقاب حسب المجتمعات، ونسب التحرش جد عالية ، مظاهر التدين خافتة ،واحترام كبير للنساء في الأماكن العمومية ، والآن مظاهر التدين فاقعة، بينما الاعتداءات على النساء باتت عامة ، فلا التدين ردع الذكور ، ولا الحجاب حمى الإناث من نهش أعراضهن "
أي عاقل سيستسيغ هذا الكلام السخيف ، وكيف يعقل أن تقل نسب التحرش مع ارتداء الإناث ما سماه الكحل اللباس العصري، وهو يقصد اللباس الذي يكشف عن المفاتن نحرا، وذراعا، وساقا ، وربما بطنا أيضا حسب درجة العصرنة ، ويصور تضاريس الجسد تصويرا ، ويشف عما خفي منه من فرط شفافيته ، في المقابل تكثر نسب التحرش الجنسي مع ارتداء الحجاب ؟ ، وكيف يعقل أن تخفت مظاهر التدين ، ويكون احترام النساء كبيرا ،بينما يقل احترامهن عندما يكون التدين " فاقعا "، هكذا كما وصفه صاحبنا ،لأن في عقيدته العلمانية يجوز وصف التدين بالخافت والفاقع كما توصف الألوان .
ويقترح الكحل علاجا لظاهرة التحرش بعد المطالبة بالعقوبات المشددة ضد المتحرشين بما في ذلك عقوبة الإخصاء الجراحي والكيمياوي ، فيقول : " فضلا عن إلغاء الفصول القانونية التي تجرم العلاقات الجنسية الرضائية ، لأن التشدد والتجريم لن يزيد الأفراد إلا كبتا وانحرافا ". ولا يحتاج هذا الكلام إلى بيان ما يتضمنه من تناقض صارخ أو إلى تعليق ، ذلك أن صاحبه الذي ينكر التشدد والتجريم يبدو أكثر تشددا وتجريما من المتشددين والمجرّمين حين يطالب بإخصاء المتحرشين، لكنه في المقابل لا يرى الزنا الذي يسميه علاقة جنسية رضائية جريمة، بل يعتبره وقاية من التحرش الجنسي ، وحاله كحال الذين اهدروا دم سبط النبي عليهما السلام ، وسألوا عن حكم من أهدر دم البعوض ، لأن التحرش في عقيدته العلمانية المنحرفة عن السلوك السوي جريمة أعظم من جريمة الزنا . ولما كان التدين الفاقع كما سماه صاحبنا يجرم الزنا، اقترح عودة التدين الخافت محل التدين الفاقع ، ولا يحصل ذلك إلا في ظل سيادة العلمانية التي بها يخفت التدين ، ويختفي التحرش الجنسي الذي لا يبقى له أثر مع انتشار العلاقة الجنسية الرضائية التي تقضي قضاء مبرما على الكبت الجنسي . فبرافو لهذا العلماني على هذه العبقرية النادرة .
وسوم: العدد 768