نفوذ .. أم سيطرة ؟
الفرق بين النفوذ والسيطرة واضح ، من حيث دلالات المصطلحات، لكنّ المعاني تتداخل، أحياناً، فيلتبس الأمر،على بعض الناس، في مستوياتهم المختلفة؛ سواء من حيث النافذين والمسيطرين، أم من حيث المنفوذ فيهم، والمسيطر عليهم !
فالنفوذ، عامّة، لا تكاد دولة تخلو منه ، سواء من حيث نفوذها ، في الدول الأخرى، أم من حيث نفوذ الآخرين فيها..وذلك؛ عبر أشخاص، أو أحزاب، أو مؤسّسات : ثقافية ، أو تعليمية ، أو خيرية ، أو دينية ، أو اقتصادية..! حتى الدول الصغيرة ، لها نفوذ في الدول الكبيرة ، وفي الدول العظمى! والنفوذ يختلف ، من حيث مستوياته ، ومن حيث أنواعه وأشكاله ، والدول التي تمارسه ، والدول التي يمارَس فيها !
أمّا السيطرة ، فهي أقوى من النفوذ ، في التدخل ، في شؤون الآخرين، على مستوى: الدول ، والأحزاب ، والقبائل، والمؤسّسات المتنوّعة! والسيطرة نِسبية ، كذلك ، تقوى وتضعف ، بالنظر، إلى سائر الأحوال والأوضاع والظروف !
وبناء على كلّ ماتقدّم ، قد يتساءل بعض اليهود ، في الكيان الصهيوني : هل لإسرائيل سيطرة ، على سورية ، عبر سيطرتها ،على نظام الحكم فيها، أم هو مجرّد نفوذ، في الدولة السورية ، عبر السيطرة على الحكّام؟ أم هو نفوذ في الحكّام والمحكومين ، أم هو سيطرة ، على الفريقين ، معاً !؟
وهنا يُنظر، بالطبع ، إلى حجم التدخّل الصهيوني ، في الشأن السوري ، من حيث : حجمُه ، ونوعُه ، وقوّة تأثيره ، في كلّ من الحكّام والمحكومين!
والسؤال ، ذاته ، قد يُطرح ، بخصوض التدخّل الإيراني ، الرافضي ، في سورية ، وتطرح تفصيلاته ، ذاتها ! بَيدَ أنّ التدخّل الإيراني ، قد يبدو أوضح ، من نظيره الصهيوني ، من حيث تحقق مصطلح السيطرة ، على كثير من مفاصل الدولة السورية: العسكرية، والسياسية، والأمنية، والاقتصادية..! وعبر هذه السيطرة ، تتحقق السيطرة ، على المؤسّسات المدنية والشعبية ، في كثير من المجالات ! ومالا تتحقق فيه سيطرة تامّة، فثمّة سيطرة جزئية ، أو نفوذ قويّ !
ومن يتابع مايجري في سورية ، على مستوى التشييع ، وحدَه ، يدرك مدى التغلغل القويّ ، للفكر الرافضي، في سورية ، في مدن عدّة ، كبيرة وصغيرة ! فالحسينيات الرافضية ، انتشرت ، كالسرطان ، في عموم سورية .. وحفلاتُ اللطم ، لاتكاد تغيب، عن المشهد السوري، وسبّ الصحابة ، ونساء النبيّ ، في المواسم الدينية الرافضية، هو نوع من الزاد اليومي ، لهؤلاء الروافض ، في المدن التي استولوا عليها، والأحياء التي تكاثروا فيها !
وسوم: العدد 772