احترمي اختياراته ... فأنتِ أحدها
تفقد المرأة كثيراً من محبة زوجها لها، بكثرة نقدها لآرائه، ونيلها من تفكيره، وسخريتها منه.
بتعبير آخر: كلما قلَّ احترام المرأة لزوجها، وتقديرها له، قلَّ عطفه عليها، ورحمته بها. وكلما زاد انتقاصها له، زادت قسوته عليها.
تقول لورا دويل في كتابها «الزوجة المستسلمة»: احترمي الرجل الذي تزوجتِه من خلال الإنصات إليه دون نقده، او إهانته، أو الضحك عليه، أو السخرية منه. حتى و لو كنت لا تتفقين معه فلا تنبذي أفكاره.
إذا كنتِ قد قلتِ أو فعلتِ شيئاً فيه عدم احترام لزوجك قلا تترددي في الاعتذار إليه، واقبلي رد فعله دون تعليقات إضافية، وكوني حذرة من نقدك له أو تعليقك تعليقاً سلبياً.
ويحسن بك أن تعلمي أن احترامك لزوجك هو أيضاً احترامك لذاتك، فاحترمي آراءه.
واحترمي اختياراته، ولا تنسي أنكِ أحد اختياراته ؛ فقد اختارك زوجة له، ولولا حصافته وحكمته ما اختارك أنت دون الأخريات. ولو رجعنا إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في توصيته المرأة بزوجها واحترامه لوجدنا عدة أحاديث توجهها إلى هذا الاحترام:
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه».
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة».
وعن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله؛ فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا». صحيح الجامع.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه» البخاري.
وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».
هكذا يوجه النبي صلى الله عليه وسلم المرأة إلى طاعة زوجها، وتسهيل هذه الطاعة لها بأنها إنما تطيع الله ورسوله حينما تطيعه، فتحرص على طاعته وإن لم تحبه مادامت تحب من أمرها بطاعته، وتسْهُل هذه الطاعة حينما ترجو من ورائها دخول الجنة.
وسوم: العدد 772