مَن يجب أن يدفع ثمن الحرّية ، ضدّ الاستبداد، أولاً: الشعوب، أم قوى المعارضة !؟
بعض قوى المعارضة ، دفعت أثماناً للحرّية ، بعضها باهظ جداً ، وبعضها باهظ ، وبعضها عادي بسيط .. وعلى أزمنة متفاوتة ، من بداية عهد التسلّط المقيت، في القرن المنصرم ، وإلى اليوم !
وبعضها يَدفع ، الآن ، الضريبة القاسية ، أو الثمن الفادح .. على أيدي الأجهزة المتوحّشة ! وهم يتوقّعون مايمكن أن يدفعوه ، من راحتهم وصحّتهم وأمنهم ، وأمن أهاليهم.. ! ويقدمون على ذلك ، بشجاعة حقيقية !
مادامت الحرّية مطلباً إنسانياً ، عزيزاً لدى الأحرار، وما دام ثمّة استبداد يخنقها.. ستظلّ الحاجة ماسّة ، إلى دفع ثمن الحرّية .. وستظلّ مستمرّة – لامَوسميّة - حتّى يطاح بالاستبداد ، إلى غير رجعة !
لكن ..
مَن يَدفع ثمن الحرّية ، أولاً !؟ أو، بمعنى أدقّ: مَن يجب عليه أن يبادر إلى الدفع، أوّلاً:
القوى السياسية ، التي تتصدّى لمعارضة الأنظمة المتوحشة ، باسمِها ، واسم شعبها !؟
أم الشعب نفسه ، بكل ما فيه من شرائح اجتماعية وسياسية .. بمبادرة منه ، أو بدفع مِن قوى المعارضة !؟
أم الاثنان معاً !؟
مَن ينبغي أن يجيب ، على هذه الأسئلة ، أولاً : فريق من قوى المعارضة ، أو أكثر- كلّ في بلده - !؟ أم بعض المنظّرين للمعارضة .. مستقلّين ، أو محازبين !؟
متى ينبغي أن يعرف الناس ، الإجابات على هذه الأسئلة ؟ الآن ؟ أم بعد شهور؟ أم بعد سنوات ؟ أم بعد أن يتشكّل فرز جديد للقوى ، واصطفاف جديد ، في المنطقة عامّة ، وفي كل دولة ، على حدة !؟
هل يحتاج السجناء ، الآن ، سجناء الرأي– في كل دولة- في محنتهم الحالية القاسية، والقاسية جداً ، على بعضهم .. هل يحتاجون إلى إجابات سريعة ؟ أم لاضرورة لذلك !؟ أم الإجابات مطلوبة منهم ، هم أنفسهم .. ليحدّدوا : مَن يجب أن يتحرّك لإنقاذهم ، وإنقاذ البلاد ، من شرور الطغيان والفساد !؟ ومتى !؟ وكيف !؟
وسوم: العدد 773