هل تذكرون تاريخ ١٨ تموز ١٩٦٣، يوم انتصرت الوطنية على الطائفية

أصدقاء وطنيون جدا يعدون وثيقة وطنية عن مستقبل سورية لا يدينون فيها موقفا واحدا لاتباع قوم او دين او مذهب الا حيث يقبع المذبوحون من المسلمين فيشحذون سكاكينهم للإجهاز على ما تبقى منهم تحت عناوين يجيدون اختراعها من التطرّف والأصولية والإسلام السياسي 

حتى الميليشيات التي قدمت من ايران او باكستان او أفغانستان ليس لها وصف أيدولوجي او مذهبي فهم أفغان او باكستانيون او ايرانيون 

وتسقط تسميات مثل فاطميون وزينببون وشعارات مثل يالثارات الحسين تحت أقدام الوطنية والوطنيين.

في الثامن عشر من تموز ٢٩٦٣ لم أكن قد بلغت السادسة عشر بعد وقد نشأت او ربيت على كراهية القتل والإعدام 

كان الوقت عصرا وكنت في سوق الحي في حلب اسمع من أجهزة الراديو اخبار احكام الإعدام تتوالى ؛ كنت انتظر بعد سماع الحكم ان يكون هناك تقييد او تخفيف او ...مما كان يعلق في أذهاننا ذلك الزمان ولكن للأسف كان كل بلاغ يتبع بعبارة وقد نفذ الحكم فورا 

التوقيع الحاكم العرفي الوطني شيخ الشباب 

من يومها صرت ادرك ان الوطنية لا تتجلى الا مع رطلين من العرق محلي الصنع من خمارة جويد في منشية حلب .

بالمناسبة عندي كتاب جميل من ايام الفرنجة مكتوب باللغة العربية " في الاحتساب على باعة الخمور والأنبذة " وكيف يميز المحتسب بين جيدها ومغشوشها ويمنع الباعة من غش السكارى !!!

اعود الى السكر الوطني في الاخبار بالامس مقتلة بين أسرتين في السويداء في الصراع على سيارة معفشة من بيوت المتطرفين في درعا 

ضحايا العملية الوطنية الديمقراطية حتى الان اربع بني آدميين ولم يتدخل لا الجيش الروسي ولا البطرك الروسي

كنت قد كتبت مقالا منذ عامين عنوانه " يسقط الكذب الوطني " ادعو الله ان يمنحني القوة لانشره

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 780