المشادة التركية الأمريكية في سياقها الإقليمي
لا شك أن تكون أولوية القيادة التركية في صنع سياساتها هي أولوية تركية بامتياز .
ويدرك كل متابع لتاريخ تركية الحديثة أنها ظلت ركنا ركبنا من السياسات الغربية ولاسيما منذ الحرب العالمية الثانية وما بعدها .حيث اختارت تركية أن تكون عضوا في الناتو ودخلت الحكومات التركية المتعاقبة صراعات مع يسارييها الذين كانوا أقوياء ومتمردين .
لا يملك كاتب هذه السطور سجلا دقيقا عن التاريخ الدبلوماسي للعلاقات التركية - الغربية - الأمريكية خلال العقود السبعة المنصرمة ؛ ولكن الذكرى العاجلة تخبرنا أنهم لم يتم تصعيد بين حكومة تركية وبين الغرب الأمريكي - الأوربي كما حصل في الأعوام الخمسة الأخيرة من عمر الثورة السورية .
ندرك عمليا أن لتصعيد الصراع أسبابه الحقيقة التي تضطر الحكومة التركية إليه اضطرارا في بعض الأحيان . كما ندرك أن تصعيد النبرة الإعلامية في بعض الجولات لم يكن الا طريقة لكسب الرأي العام الداخلي وتوظيفه .
نكرر يجب علينا جميعا ان نحترم المصلحة التركية كما يراها الأتراك أنفسهم ؛ ولكن لا بد أن نذكر أن السير في إطار الإرادة الروسية في فرض الحل العسكري على السوريين لن بخدم المصلحة التركية ولا الأمن القومي التركي .
وأن آستانة وسوتشي لم تكن إلا شرعنة للحل الروسي - الإيراني في سورية مع بعض الحرتفات الوقتية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
وان هذا التحول التركي الحاد كان نقطة تحول أساسية في تاريخ الثورة السورية داخليا واقليميا ودوليا منذ استقالة حكومة احمد دَاوُدَ اوغلو ومجيء حكومة بن علي التي استهلت بصفقة درع الفرات وما تبعها من سقوط حلب
وانه كلما زادت المشادة التركية - الأمريكية حدة ازداد انفراد الروس بالملف السوري بحيث نقول ان الثورة السورية دفعت وما تزال تدفع غاليا ثمن هذه المشادة الوقتية والتي يعني ان تدفع تركية ثمنها بعد زمن ليس بالبعيد فالتنسيق الأسدي مع قوات قسد والبي وأي دي الإرهابيتين قادم وستستعيد هذه التنظيمات الإرهابية دورها كما أيام عبد الله أوجلان ...
من واجب أن نحترم ومن حق أن ننصح حتى لا يكون دم الشعب السوري أرخص الدماء.
وسوم: العدد 784