سياسة الاحتواء المزدوج

أعزائي القراء 

مازلت اذكر سؤالاً صحفياً وجه للرئيس الشهيد صدام حسين في عز الحرب مع ملالي طهران : سيادة الرئيس متى تعتقدون نهاية الحرب مع ايران ؟

اجاب الرئيس  : عندما امريكا تضع حداً لذلك.

كان يعني ان امريكا هي صاحبة المؤامرة وكانت هي من تذكي الحرب لتبقى دائرة ومشتعلة،  فهي ترسل دعماً مستتراً لايران عن طريق النظام السوري والاسرائيلي وأعوانهما في الوقت الذي تحض دول الخليج على دعم العراق .. وذلك حتى تغذي الحقد الى نهايته من اجل استكمال مشروعها ومشروع الكيان الصهيوني والذي نلمس اثاره هذه الايام.

ثم حوصر العراق أمريكياً بدعم عربي خليجي مصري سوري وبحجج تبين كذبها وزيفها ..فمنع عنه تصدير بتروله ومنع عنه استيراد حتى الضروريات ، ومنع عنه حتى الغذاء كل شيئ كان ممنوعاً في العراق ورغم ذلك أعاد العراق ما هدمه بوش من البنية التحتية في زمن قياسي.

ثم تعالت أصوات محايدة تقول : لقد فرضتم الحصار الكامل على الشعب العراقي فلماذا لم تفعلوا الشيء نفسه مع ايران وهي دولة معتدية طامعة في محيطها العربي وعلى السنة المعممين الجدد اصحاب السلطة في ايران ؟  فخرج الامريكان علينا بأكذوبة سياسة الاحتواء المزدوج للعراق وايران معاً .

كان العراق يعاني تحت وطأة الحصار بينما ايران كان يصلها كل ماتحتاج اليه جهاراً نهارا في الوقت الذي كان الاعلام الامريكي ووراءه عملاءه يطبلون لسياسة (الاحتواء المزدوج الفعالة) فكان يصلها اضافة للكماليات كل تقنيات الصواريخ وتجهيزات استكمال المفاعلات النووية تحت سمع ونظر سياسة الاحتواء المزدوج.

كانت تجارب الصواريخ تجرى امام امريكا وتشاهد بالعين المجردة من  الشاطئ الشرقي للخليج العربي  وامام عرب الخليج  الذين أكرمونا  بدعمهم لسياسة الاحتواء المزدوج .

ثم احتلوا العراق باسم  هذه السياسة وسلموه لايران الطرف الاخر في سياسة  المزدوج! .

اليوم هناك سياسة احتواء جديدة  بنسخة مكررة  تشمل تركيا من ناحية ونظام الاسد  وشركائه الملالي من ناحية اخرى فمكان تركيا اليوم هو نفس مكان العراق بالامس  وايران وعميلها الاسد حافظا على مكانتهما السابقة في سياسة الاحتواء المزدوج.

ومازال عرب الخليج بصفقون لهذه السياسة كما صفقوا لها بالامس .. وهم غافلون عما تحمله لهم قادم الايام  من سياسة الاحتواء الجديدة

تحياتي ..

وسوم: العدد 786