وزير الدفاع الإيراني في سوريا
وصل "أمير حاتمي" وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق لعقد اجتماع مع مسؤولين عسكريين كبار في نظام بشار الأسد. الهدف من الزيارة هو تطوير العلاقات الثنائية لإعادة إعمار سوريا، ولا نعرف على وجه التحديد أي اعمار يقصدون.
فخلال سبع سنوات من الحرب في سوريا تمكنت إيران من تعزيز قوتها السياسية والعسكرية والديموغرافية خدمة لنظام بشار الأسد بسبب مصالحها الجيوسياسية والإقليمية. ووفقًا لما تقوله: وسائل الاعلام الإيرانية لهذا اليوم حول أهداف سفر وزير الدفاع الإيراني إلى "سوريا " إن هذه الزيارة الرسمية لوزير الدفاع الإيراني إلى دمشق بمثابة هزيمة كبرى لإسرائيل، جاءت لإحباط الهجمة الدولية الساعية للحد من وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا.
بموازاة ذلك أدلى "قاسم سليماني" قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بدلوه، معتبراً أن الوجود الإيراني في سوريا هو موجه ضد إسرائيل بالأساس، لكن لم يبلغني كيف يمكن ترجمة شعارات إيران التي صدعوا بها رؤوسنا كيف ستواجه إيران إسرائيل، سيما وأن الطريق عبر الجولان بات سالك بسهولة، وما على الولي الفقيه إلا أن يوجه صواريخه إلى قلب تل أبيب إذا كان صادقاً في تحرير القدس.
في هذا الصدد وقّع "أمير حاتمي" وزير الدفاع الإيراني اتفاقية تعاون دفاعي ثنائية مع سوريا بعد لقاء "بشار الأسد" والسلطات السورية الأخرى. حيث تُركز الوثيقة على توسيع التعاون الدفاعي العسكري بين البلدين، وقال وزير الدفاع الايراني عقب التوقيع على هذا الاتفاق: سيحدد الاتفاق أسس المشاركة والتعاون بين طهران ودمشق، إلى جانب ذلك تحدّث "علي أيوب" وزير دفاع النظام السوري عن أهمية توقيع الوثيقة، وأكد على استمرار العلاقة مع إيران وروسيا.
حيث لم تحظى هذه النقطة بتركيز وزير الدفاع الايراني، وهذا الأمر له مغزاه ودلالاته، ويعكس حالة الفتور التي وصلت لها العلاقة بين طهران وموسكو، حيث تعلن إيران أن روسيا والمجتمع الدولي باتا يتعرضان لضغوط من اللوبي الإسرائيلي، ويدعوان إلى القضاء التام على الوجود العسكري الإيراني في سوريا، حيث أن روسيا لديها وجهات نظر متناقضة حول الوجود الإيراني في سوريا.
لا شك بأن زيارة وزير الدفاع الايراني مهمّة من خلال جوانب عدّة:
الجانب الأول: هي أنها جاءت بعد أقل من عشرة أيام من تشكيل اللجنة الأميركية الخاصة بإيران،
الجانب الثاني: أنها تزامنت مع مرور أسبوع على زيارة مستشار الأمن القومي "جون بولتون" إلى إسرائيل، وبقائه لمدة ثلاثة أيام متواصلة في تل أبيب على غير عادة المسؤولين الأميركيين، مما يعني بأن هناك أمورا مهمة وحساسة يتم ترتيبها بين أميركا وإسرائيل بخصوص الملف الإيراني.
الأمر الثالث: تركيز عدد من المسئولين الأميركيين حول ضرورة إخراج القوات الإيرانية من سوريا.
في الواقع إيران بإرسالها وزير دفاعها إلى سوريا، تُظهر نيتها بأنها لن تغادر سوريا، بل تريد تعزيز حضورها هناك، فهي تتبجح وتقول: إن وجودنا في سوريا جاء بطلب من الحكومة السورية، وفي الوقت نفسه قد تمهد هذه الزيارة لترتيب عملية عسكرية كبيرة في إدلب.
فمن خلال الشعار الذي باتت تطرحه وسائل الاعلام الإيرانية بأن "إدلب ستعود سلماً أو حربا في القريب العاجل" حتى يتم الانتقال إلى بناء مستقبل سوريا من جديد وهكذا، يمكن لإيران أن يكون لها دور مهم في استعادة هذه المقاطعة الأخيرة للمعارضة، كما يصفها قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، وفي الوقت نفسه قضية إعادة الإعمار الذي يتم تناوله بشكل كبير هذه الأيام بعد الحرب السورية، حتى يكون لمخالب إيران نصيباً من الفريسة السورية.
خاصة وأن الأخبار الإيرانية باتت تتردد، بأن روسيا طلبت من أوروبا دفع ثمن الإعمار؛ وأن إيران مستعدة للعمل، بالنظر إلى وضعها الاقتصادي، قد تكون متحمسة جداً لأن تكون لديها مشاريع إعادة إعمار في سوريا، على الأقل نسبة من الأعمار، لتساعد اقتصادها بذلك.
في حين يعتبر بعض الإيرانيين أن زيارة وزير الدفاع إلى دمشق قد تكون نهاية موسم وجود إيران في سوريا، مع تصاعد وتيرة الخشية من الدور الروسي الضبابي الذي تمارسه مع إيران على ما يبدو قالت: موسكو لأمريكا أيضاً بأنه لا يمكننا إجبار إيران على الخروج من سوريا وبالتالي إذا استمر الموقف الإسرائيلي فيما يتعلق بوجود إيران في سوريا، واستمرت إيران في مواكبة وجودها، فتصرفوا بما ترونه مناسباً، موسكو -حسب الرؤية الإيرانية - لا تفعل الشيء المطلوب سوى الوساطة التقليدية التي تريد القيام بها، ومنظومة دفاعها الجوي من إس 300 و400 و 600 لا تتحرك دفاعاً عن الوجود الإيراني هناك، هذا عدا عن حصول اختراقات أمنية لها ولميلشياتها مما سهل مهمة استهدافها من قبل إسرائيل،
في المحصلة: إن احتمال حدوث توتّر وحتى احتكاك أو تصادم بين إيران وإسرائيل في سوريا بات متوقع جداً، وهو ما باتت تتحسب منه طهران أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً مع الدعم الأميركي غير المحدود لتل أبيب في أي تحرك عسكري ضدّ الوجود الإيراني في سوريا، وهو ما سنشهده قريباً.
وسوم: العدد 787