للمتجادلين حول شكل الحكم : اتفقوا ، أوّلاً، على كيفية انتزاع حرّياتكم ، من الظلمة !
قال الشاعر أبو الرقعمق :
ومن هذا المنطلق ، وعلى مبدأ أبي الرقعمق ، نقول للسادة المختلفين ، حول نظام الحكم، المفضّل ، لبلاد العرب ، كلها ، ولسورية ، خاصّة .. نقول لهم :
اطلبوا ، بعضُكم ، من بعض ، الاتفاق ، على كيفية انتزاع حرّيتكم ، من جلاّديكم : لأنفسكم وأهليكم ، ولشعبكم ، عامّة .. ثمّ اختلفوا ، بعدئذ ، كما تريدون ، حول نظام الحكم ، الأنسب لبلادكم !
أنتم تعلمون ، أنّ الحكم لايأتي إليكم ، بالتمنّي ، ولا بالتشهّي !
وأنه ليس سلعة ، مبذولة في الأسواق ، يشتريها من شاء ، بالسعر الذي يراه مناسباً !
وأن الحاكم ، في بلادكم ، ليس فرداً ، تحصلون على السطة ، بتنازله عنها ، أو بهلاكه .. بل هو منظومة ، مكوّنة من أطقم عدّة : عسكرية وأمنية ، وسياسية واقتصادية ، وإعلامية .. وهي مترابطة ، فيما بينها ، يشدّ بعضُها أزرَ بعض !
وأن منظومة الأطقم ، هذه ، مرتبطة ، بقرارات دول قويّة ، ذات مصالح في بلادكم ، وتدعم نظام الحكم ، الذي يخدم مصالحها ، وتتدخّل ، بقواها المختلفة ، للمحافظة ، على الحاكم وأطقمه ، في سدّة الحكم !
فعلى أيّ شيء تختلفون ، وتهدرون : جهودَكم ، وأحباركم ، وأوراقكم ، وأهمّها ، جميعاً ، أوقاتكم !
لابأس بالعصف الذهني ، والتدرّب ، على أنواع ، من التفكير العميق والمعقّد ، في الشأن العامّ ، حاضرهِ ومستقبلهِ ! لكنّ صناعة الأحلام ، تختلف ، عن صناعة الواقع ، المتشابك المعقّد ، الذي يختلط فيه : الماضي ، بالحاضر، بالمستقبل .. وتتقاطع فيه ، الأنساقُ كلّها ، بكلّ من فيها، وما فيها ، من نسق محلّي ، وآخر إقليمي ، وثالث دولي.. وأنتم مجرّد أرقام، ضمن هذه الأنساق ، لايملك أحدكم ، حتّى حرّية الصمت ، على جرائم القتلة ، بل يجب أن يؤيّدها ، ويصفّق لها ، وإلاّ ، عُدّ خائناً للوطن ، ولحاكمه الهمام ، العبقري الفذّ .. ويستحق الإعدام !
فلتكن سجالاتكم ، كلّها ، حول كيفية الاتفاق ، على انتزاع الحرّية ، كيلا يظلّ كلّ منكم ، يطلبها ، وحده ، بطريقته الخاصّة ، وبأسلوب تفكيره الخاصّ ؛ فلا يتشكّل لديكم ، إلاّ حزمة، من الأصوات المتناقضة ، تتشكّل منها ، حزمٌ من الأصداء الضائعة !
فابحثوا ، عن مطبخ الحرّية ، أوّلاً، لتطبخوا لأنفسكم ، بعضاً منها.. وإلاّ ، كان أبو الرقعمق، أكثر واقعية وجدّية منكم !
وسوم: العدد 798