الباطنية أشهر منظمة إرهابية عرفها التاريخ الإسلامي
فرقة إنبثقت عن طائفة الاسماعيلية الرافضية الذين يثبتون الامامة في اسماعيل بن جعفر الصادق وقد أسس حركة الباطنية الحشيشية الفارسي الحسن بن محمد الصباح الذى سافر من فارس لمصر وقابل الخليفة العبيدي الفاطمى المستنصر وتلقى منه أصول الدعوة الاسماعيلية وعاد الى فارس وأستولى في سنة 473 هجرية على قلعة الموت التى عرفت بأسم عش العقاب لمناعتها وحصانتها حيث تقع على قمة أحد الجبال فى سلسلة جبال زاجروس غربي إيران وقد بنوا وسيطروا على نحو 50 قلعة فيها
وقد وضع الحسن الصباح لاتباعه تنظيما دقيقا وقسمهم الى خمس مراتب وصنف كتابا من أربعة فصول ضمنه أهم مبادىء دعوته وجند فئة من أتباعه عرفت باسم الفدائيين او الحشيشية لتعاطيهم الحشيش أثناء تنفيذ عملياتهم وتميزت طائفة الحشيشية بقوة أبدانها وطاعتها العمياء لزعمائها فهم لايتحرجون عن إغتيال خصومهم بالخناجر مهما كانت النتائج حتى أصبح الاغتيال عندهم فنا محببا وقد سرب أبن الصباح بعض أتباعه إلى الشام فسيطروا على عدد من القلاع فى جبال النصيرية مثل قلعة مصياف قرب طرابلس وقلعة الخوابى والقدموس وقلعة فى جبل يسمى أبى قبيس وأماكن أخرى بالشام وقد بدأ نشاطهم الهدام منذ وقت مبكر فاغتالوا الوزير السلجوقى العبقرى نظام الملك صاحب كتاب سياسة نامة أى الحكم والسياسة فاغتالوه عام 485 هجرية وكان لمقتله نتائج مدمرة على الدولة السلجوقية حيث أسهم مقتله فى تدهورها وتمزقها وعدم قدرتها على مواجهة الحملة الصليبية الاولى سنة 490 و 491 هجرى ومنذ ذلك الحين بدأوا فى إغتيال الزعماء الذين رفعوا راية الجهاد ضد الصليبيين مثل الامير مودود الذى هزم الصليبيين عند طبرية سنة 507 هجرية فاغتالوه صبيحة عيد الفطر داخل الجامع الاموى بدمشق في العام نفسه ألامر الذى أفرح ملك القدس الصليبى بلدوين الاول الذى هزمه مودود فأرسل بلدوين الاول إلى أمير دمشق يشمت بالمسلمين ويسخر منهم ويقول في رسالته :
إن أمة قتلت عميدها يوم عيدها حق على الله أن يبيدها
وإغتالوا أيضاً عام 520 هجرية أمير الموصل آقسنقر البرسقى الذى بدأ يجاهد الصليبيين وذلك فى صلاة الفجر وقد قتلوا حتى بعض الخلفاء العباسيين ومن الخلفاء العباسيين الذين قتلوهم الخليفة الراشد وابنه الخليفة المسترشد بلاضافة إلى الكثير من الوجهاء الشخصيات البارزة من المسلمين ولم يتورع الباطنية عن القتال جنبا إلى جنب مع الصليبيين فقد إنضم زعيمهم فى بلاد الشام على بن وفا الكردى إلى إمير أنطاكية ريموند بواتييه ضد نور الدين زنكى لكن نور الدين تمكن من تدمير قواتهما معا وقتل ريموند وعلى بن وفا فى معركة غربى حلب عام 543 هجرية وأسل نور الدين رأس ريموند وذراع على بن وفا اليمنى في صندوق من الفضة الى الخليفة العباسي في بغداد يبشره بالنصر وبقطع يد الباطنية الطويلة وقد حاول الباطنية فى بلاد الشام مرتين إغتيال صلاح الدين ولكنهم فشلوا فهاجمهم صلاح الدين وحاصرهم في قلاعهم حتى طلبوا الهدنة فاجابهم حتى يتفرغ لاعادة الجبهة الاسلامية المتحدة ويتفرغ لجهاد الصليبيين وأيضاً حتى لايضطرهم إلى أن يسلموا قلاعهم للصليبيين وهي قريبة من حمص وحماة ولم يقتصر دورهم الهدام فى بلاد الشام على محالفة الصليبيين وقتل زعماء الجهاد بل تفشى بينهم مرض تعاطى الحشيش فافقدهم صوابهم حتى أنهم كانوا لايتورعون على حد قول ابن أيبك الدواداري
( على أن يفجروا ببناتهم وأمهاتهم وأخواتهم كما فعلوا كل محرم فى شهر رمضان ليلا ونهارا )
وكان دمار الباطنية فى غربى إيران على يد هولاكو عام 654 أثر الزحف التترى وكان ودمار الباطنية فى الشام على يد البطل الظاهر بيبرس البقبندارى الحاكم المملوكى لمصر والشام الذى دمر قلاعهم وألزمهم مدن مكشوفة .
"تاريخ الملوك والسلاطين "
وسوم: العدد 801