إلقاء مسؤولية الجرائم على العالم الشرّير .. ما نتيجته !؟
كي يحمي الرئيس الأمريكي ، ترمب ، مصالحه المالية الخاصّة ، المهددة بالضياع ، بسبب مأساة خاشقجي ، ساق عدداً من الحجج ، منها :
مصلحة أمريكا : التي ستخسر مئات المليارات ، من الدولارات ، في حال اهتزاز الاستقرار ، في السعودية ! علماً أن السعودية ، منذ قيامها ، تدفع لأمريكا المليارات ، على شكل صفقات ، لشراء السلاح ، وغيره ! ولن تخسر أمريكا شيئاً ، بوجود أيّ حاكم سعودي، في السلطة!
مصلحة إسرائيل : وبقاؤها في المنطقة ، بصفتها دولة ، مهدّدة بالزوال ، في حال اهتزاز الحكم ، في السعودية ! مع العلم ، أن علاقات إسرائيل ، ببعض الدول العربية ، الخليجية ، وغيرها ، وطيدة ، من سنين ، عدّة ، بشكل سرّي ، وشبه علني ، وعلني ، أحياناًً ! وليست إسرائيل ، مهدّدة بالزوال ، أو حتى بالخطر، في حال تغيّر أيّ نظام ، في أيّة دولة خليجية!
وفي النتيجة ، وبعد أن ضعفت حجّة ترمب ، أمام الكونغرس ، تجاه المليارات ، المجتلبة من السعودية .. وضعفت حجّته ، تجاه أمن إسرائيل ، بعد أن شهّر بالسعودية ، بالحقّ ، أو بالباطل ، حين اتهمها بحماية أمن إسرائيل ؛ دفاعاً عن موقفه تجاه الحكم القائم .. ألقى الرئيس الأمريكي ، مسؤولية قتل خاشقجي ، على ( العالم الشرّير) ! وهذا أخطر بند ، ساقه ترمب ، على الإطلاق ؛ لأن عواقبه كارثية ، على العالم ، كلّه ، حاضراً ومستقبلاً ، وفي كلّ مكان في العالم !
لماذا !؟
لأن هذه الحجّة ، سلاح فتّاك ، بأيدي مجرمي العالم ، كلّهم ! فحين ، يرتكب المجرم ، جريمته ، يكفي أن يلقي المسؤولية ، على (العالم الشرّير) ، حتّى يُعفى ، من العقوبة ، انطلاقاً، من حجّة الإمبراطور العالمي ، ترمب !
فمَن صُنّاع العالم الشرّير؟
القوى الشريرة : في الدول الكبرى ، التي تسخّر إمكانيات دولها ، للهيمنة على الدول الأخرى ، في العالم ! وتضمّ هذه القوى الشرّيرة : الساسة ، والعسكر، ورجال المخابرات، وكبار تجّار الأسلحة ، وكبار تجّار المواد المختلفة ، التي تدرّ أرباحاً طائلة ، على هذه القوى الشرّيرة !
القوى الشرّيرة : في الدول المتخلّفة والصغيرة ، من حكّام فاسدين ، وتجّار كبار جشعين.. التي تعبث ، بمقدّرات بلادها ، وبمصائر شعوبها !
المنافقون والانتهازيون : من ساسة ، وإعلاميين ، ومشايخ سلاطين ، في الدول الصغيرة والمتخلّفة ، الذين يرتزقون ، من تأييد كبار المجرمين ، في دولهم !
الصامتون الخانعون : من قادة الشعوب ، الذين يسكتون ، عن جرائم المجرمين الكبار ، خوفاً أوطمعاً ، وهم يرون الفساد ، في بلادهم ، يَعمّ الأرجاء .. كما يرون اضطهاد الناس، الذي يخنق أنفاسهم !
وقد وَضع الإسلامُ سُنناً ، للتعامل ، مع هذه الحالات ، من أهمّها :
سنّة التدافع : (ولولا دفعُ الله الناسَ بعضَهم ببعض لفسدت الأرض ..) وهذه خاصّة ، بالصراع بين الدول ، وبين القوى الكبرى ، داخل الدولة الواحدة !
ومن السنن : حديث ( سيّد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله )! وهذه خاصّة ، بالتعامل مع الحكّام الظلمة ، في الدولة الواحدة !
ومن السنن : حديث ( إذا هابت أمّتي أن تقول للظالم : ياظالم ، فقد تُوُدّع منها ) ! وهذه تشمل التعامل ، مع الظلمة ، عامّة ، في الدولة الواحدة !
وسوم: العدد 802