حال اللغة العربية عند الأطفال اللاجئين السوريين في تركيا
البحث الفائز بالمركز الثالث في مسابقة البحث العلمي الرابعة للشباب والشابات 2018
هدف البحث :
يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على مشكلة نسيان الطلاب السوريين لغتهم الأم اللغة العربية بسبب اللجوء الذي تسلط على كل عائلة سورية وتبعاته التي أصاب القطاع التعليمي نصيب كبير منها واضطرار الطلاب السوريين إلى الالتحاق بمراكز التعليم الحكومية الموفرة لهم في دولة الجوار تركيا والتي تعتمد في تعليمها اللغة التركية لغة رسمية ما سبب حرمان هؤلاء الأطفال من تعلم لغتهم الأم .
وعمل البحث على توضيح أثار اللجوء على التعليم والوضع العام للاجئين السوريين في دول اللجوء وخصص منه وضعهم في تركيا وتم العمل على تحليل عينة من آراء اللاجئين السوريين لمعرفة رضاهم عن الوضع الخدمي عموما والوضع التربوي والتحاق أبنائهم بالنظام التربوي التركي خصوصا .
كما هدف إلى ربط هذه المشكلة بالسياق التاريخي لتوضيح أهمية اللغة العربية بالنسبة للطلاب السوريين وأيضا فهم النظام التربوي السوري والتركي لربط علاقة بين النظامين ودور اللغة العربية في كل من النظامين , بالإضافة لتوضيح برامج الاندماج التي تقوم بها الحكومة التركية بالتعاون مع المنظمات الدولية ومعرفة آثارها السلبية على تعلم اللغة العربية من قبل الطلاب السوريين .
/موجزٌ شاملٌ للبحث :
يقسم البحث إلى مباحث أربعة يشتمل المبحث الأول "التعليم واللجوء" على مطالب ثلاثة ومسألتين , تحدثت في هذا المبحث عن أثر اللجوء على التعليم وبينت فيه الآثار السلبية التي تؤثر على التعليم والمشاكل التي تعترض اللاجئين بصورة عامة عند اللجوء وما كان للاجئين السوريين الحظ منها , وتطرق البحث بعد ذلك إلى المشاكل التي تواجه السوريين على المستوى التعليمي وتناول أعداد السوريين في اللجوء وما يعانونه من عوائق تقف أمامهم عموما وتناول الجانب التعليمي على وجه الخصوص.
في المبحث الثاني في هذه الدراسة تناولت "مراكز التعليم للاجئين السوريين في تركيا ووضعهم التعليمي", وفي مسألة "اللاجئون السوريون ومشاكل التعليم" تحدثت عن المصاعب التي يواجهها السوريون في تركيا وقمت ببناء استبيان يوضح آراء السوريين في تركيا ورضاهم عن الخدمات الموجهة إليهم في القطاعات الصحية والخدمية والتربوية على وجه أخص وتحدثت عن مراكز أساسية ثلاث يرجحها السوريون للالتحاق بها , والمراكز التي تحدثنا عنها هي (مراكز التعليم المؤقتة) التي تم افتتاحها من قبل منظمة اليونيسيف للاجئين السوريين في تركيا بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية الوطنية في الحكومة التركية والتي تعتمد المناهج السورية المعدلة مناهج دراسية لها وأوردت في هذا المبحث عدد الطلاب الملتحقين بهذه المدارس بين أعوام 2014 و 2018 بالمقارنة مع أعداد الطلاب الملتحقين بالمدارس الحكومية التركية , و أيضا تحدثت عن النوع الثاني من هذه المراكز وهي (المؤسسات التعليمية الحكومية التركية) وتكلمت عن النظام التربوي في هذه المدارس والمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية فيها والدروس التي تعطى في هذه المدارس والمدارس التي تدرس اللغة العربية فيها كلغة أجنبية ثانية وهي مدارس الأئمة والخطباء المتوسطة والثانوية بالإضافة لتوصيف معاهد تعليم القرآن الكريم الحكومية والتي تتبع بدورها لإدارة الشؤون الدينية التركية الحكومية .
وفي المبحث الثالث "اللغة العربية والدعم الموجه لتعليمها للطلاب السوريين في تركيا" تحدثت عن الأسباب الموجبة لتعلم اللغة العربية من قبل الأطفال السوريين والأهمية التي تحملها لدى الشعب السوري , ثم تكلمت عن أهمية اللغة العربية ضمن الأراضي التركية ومكانة اللغة العربية في مؤسسات الدولة على مختلف قطاعاتها , بالإضافة إلى المراكز التعليمية التركية التي تعنى بتعليم اللغة العربية كلغة أجنبية ثانية , وفي المطلب الأخير في هذا المبحث تحدثت عن "الدعم الحكومي والخاص الموجه لتعليم اللغة العربية للأطفال السوريين" ويشتمل هذا المطلب على برامج الدعم الحكومي في هذا المجال والمؤسسات التعليمية الخاصة التي تعنى بتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية والمفتحة من قبل منظمات المجتمع المدنية العربية والسورية بالإضافة للحديث عن المبادرات الفردية السورية الداعمة لتعليم اللغة العربية .
وفي المبحث الأخير من هذه الدراسة تكلمت عن "برامج الاندماج وتأثيرها على تعلم اللغة العربية وتحديات تعلم اللغة العربية" , تحدثت في هذا المبحث عن خطط التعليم والاندماج المعدة من قبل الحكومة التركية وخصوصا مشروع PICTES والذي يهدف لدعم اندماج الطلاب السوريين بالنظام التربوي التركي وبعد ذلك قمنا بتحليل هذا المشروع وتبيين آثار هذا المشروع على تعليم اللغة العربية وتبعاته السلبية عليها , ونهاية أوردنا التحديات التي تواجه الطالب السوري لتعلمه اللغة العربية في تركيا والأسباب التي تدعوه لذلك .
/نتائج البحث وتوصياته :
خلص البحث إلى أن تعلم اللغة العربية من قبل الأطفال السوريين في تركيا في تراجع كبير وأن الطلاب السوريين وبسبب ترجيحهم للمدارس الحكومية التركية لأسباب عديدة مثل مجانية المدارس هذه والاعتراف بشهادتها دوليا ومحليا بدأوا بنسيان اللغة العربية وأن المراكز التعليمية العربية التي تعنى بتعليم اللغة العربية تعاني من نقصان الدعم المادي والاحتياجات الأولية اللازمة للقيام بعملها على قلة هذه المدارس وقلة انتشارها في المحافظات التركية التي يقيم فيها السوريون .
إن برامج الاندماج التي تطبقها الحكومة التركية تؤثر بشكل سلبي على تعلم اللغة العربية من قبل الأطفال السوريين وعلى الرغم من وجود برامج لتعليم اللغة العربية ضمن هذه المشاريع إلا أنها لا تطبق كما يجب وتحتاج إلى إعادة صياغة ووضع آليات تناسب الأطفال السوريين .
وجه البحث توصيات إلى التربويين السوريين وأصحاب القرار منهم في تركيا من تلك التوصيات ؛ العمل على افتتاح مدارس خاصة بالسوريين وإيجاد الاعتراف اللازم لها وتحريك ملفات دعم تعليم اللغة العربية للأطفال السوريين , ووُجهت توصيات إلى الجمعيات الأهلية والمنظمات الداعمة لتوجيه دعمها لتعليم اللغة العربية بدلا من الدعم الذي توجهه لتعليم اللغات الأجنبية لأولوية اللغة العربية ووفرة المصادر والأماكن لتعلم اللغات الأجنبية الأخرى في تركيا , وأما في التوصيات الموجهة للأكاديميين السوريين فقد وصت الدراسة بالقيام بعمل دراسات ميدانية مستمرة تبين حال اللغة العربية عند هؤلاء الأطفال , كما دعت الدراسة العوائل لتشجيع أطفالهم على تعلم اللغة العربية وبيان أهميتها لهم وأخيرا وجهت الدراسة توصيات للحكومة التركية تمثلت في وضع ساعات إضافية للطلاب السوريين من أجل تعلم اللغة العربية وإعادة صياغة السياسات التربوية التي تعمل عليها الحكومة التركية من أجل الطلاب السوريين بالإضافة لدعم الحملات و المبادرات التي تطلقها بعض منظمات المجتمع المدني والأفراد لدعم تعليم اللغة العربية للأطفال السوريين في تركيا .
وسوم: العدد 803