الصراع على السلطة: بدأ مع بدء المجتمعات البشرية ، ويستمرّ بوجودها !
مشكلة الصراع على السلطة ، قديمة ، قدم المجتمعات البشرية ! وهي مستمرّة ، عبر الزمان والمكان ؛ حيث توجد تجمعّات بشرية : كبيرة أو صغيرة ، متخلّفة أو متمدّنة !
وللصراع على السطة : دوافع مختلفة ، وأشكال متباينة !
من دوافع الصراع على السلطة :
حبّ التسلّط ، والسيطرة على الآخرين !
الحرص، على الإفادة من مكتسبات السلطة ، أو الاستئثار بها !
الخوف ، من تسلّط الآخرين ، الذين قد يستأثرون بالسلطة ، ويمارسون نوعاً من القمع ، على مَن حولهم ، أو على أتباعهم !
التنافس ، بين الأشخاص ، أو الفئات ، على السلطة ، والذي قد يتولّد عنه ، حبّ الغَلية !
من أشكال الصراع على السلطة :
الصراع السلمي ، أو الهادئ ، بين المتنافسين وأنصارهم ! وغالباً ما يسود هذا النوع ، من الصراعات ، في المجتمعات المتمدّنة ، تمارسه مجموعات، من الأحزاب ، أو الكتل ، فيما بينها ! وقد تكون أحزاباً مبدئية ، أو مصلحية ، كما قد تكون الكتل : اجتماعية ، أو فكرية !
وقد يسفّ فرد ما ، في كتلة ما ، أو يتسافَه ، حتى في الصراع السلمي ! فيردّ عليه ، فرد آخر، من الكتلة المنافسة ، أو يتسافه ! وقد تنشأ خصومات معيّنة ، بين كتلتين ، أو فريقين، لكن ، يظلّ ذلك ، كلّه ، في الإطار السلمي !
الصراع العنيف ، والدامي - في أحيان كثيرة - بين المتنافسين ، على السلطة ، وأعوانهم، وأنصارهم ! وغالباً مايسود هذا النوع ، من الصراعات ، في المجتمعات المتخلّفة ! ويتجلّى، في صراعات أسرية ، أو قبلية ! وقد يكون ، أحياناً ، بين أفراد الأسرة الواحدة ؛ فيزيح بعض أفراد الأسرة ، أفراداً آخرين ، بالقتل ، أو النفي ، أوالسجن .. !
وقد يكون الصراع ، بين أفراد الحزب الواحد ، أو الكتلة الواحدة !
ونماذج الصراع السلمي ، كثيرة ، في القديم والحديث !
ونماذج الصراع العنيف ، كثيرة ، كذلك ، في القديم والحديث !
ويندر، أن يخلومجتمع بشري ، من الصراع على السلطة ، التي لا تأتي ، إلاّ عبر التنافس ، بين شخصين ، أو أكثر! والتنافس يولّد نوعاً ، من الصراع ، بالضرورة ، حتى لو كان الصراع هادئاً جدّاً ! إلاّ ماكان ، من أنواع الحكم ، منظّماً ، بقوانين راسخة ؛ كأن يكون الابن الأكبر، هو الوريث الشرعي ، لوالده ، في الحكم الملكي !
ومن طرائف الصراع على السلطة ، أن الشخص الذي ترشّحه كتلة ، أو مجموعة، قد يكون، أحياناً، زاهداً بالسلطة ، لما فيها، من مسؤوليات وأعباء ، إلاّ أن الكتلة ، التي ترشّحه ، تصرّ، على توليته السلطة ؛ لِما تحققه ، لها – بمجموعها ، أو بأفرادها - من مكاسب ! أو، لأهداف سياسية معيّنة ، أو مكايدة لمجموعة ما ، منافسة .. أو غير ذلك !
ومن المناسب التذكير ، هنا ، بأن الصراع لايعني – بالضرورة - خروجاً على المبادئ ، والمُثل العليا ! بل ، قد يكون حرصاً عليها ، بين المتنافسين ، من أحزاب مختلفة ، أو داخل حزب واحد ؛ إذ يُظهر كلّ فريق ، أنه يحرص ، على المبادئ ، والقيم العليا ، والمصالح العامّة ، أكثر من غيره !
والله يعلم المُصلحَ من المُفسد !
وسوم: العدد 805