هل قتل توفيق زياد ومن المستفيد ؟

عبد الرحمن عبد الله

تساؤلات ومادة للتفكير

عبد الرحمن عبد الله /الناصرة

أبو العلاء

[email protected]

عشرون عاما مضوا لم تطوي معهم ذاكرة النسيان ان قائدا وشاعرا من ابناء الناصرة قد رحل عنها, كيف رحل ؟

 كيف ترجل ؟ كيف اسدلت ستارة الحقيقة عن اعين الناس وعن محبيه ؟

 كل ما قيل مدعاة للسوال وكل ما حكي مفاتيح للشك والريبة فكل السيناريوهات قديمة وبالية قد مل نسجها الرواة ولكن الانكى من ذلك ان هناك من اراد ان تدفن الحقيقة وهناك من تآمر وهناك من استفاد وهناك من خطط للمؤامرة وهناك من نفذ المؤامرة وهناك من جنى ثمار المؤامرة .

لقد عرف التاريخ حالات كثيرة ومؤامرات عدة ضد قيادات وزعامات هاماتها طاولت السماء وذاع صيتها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا مطبقة الافاق كان يستعصي مع هكذا كل اغراءات المؤسسات الحاكمة او مفاصلتها او او التعامل معها حتى ضاقت بهم ذرعا ودبرت لهم المكائد وافتعلت لهم الحوادث ونصبت لهم الكمائن وتباكت بعد ذلك بحرقة وألم وكأنه المصاب مصابها والألم قد عصف بها من الاعماق لتكتمل الصورة ويبدو ان الامر طبيعيا او كما نعتقد قضاء وقدر .

 توفيق زياد هدف للاغتيال لماذا

 عدد الاعتداءات التي تعرض لها بينه حتى وهو عضو كنيست ورئيس بلدية لا يحصى..

 وفي كل يوم اضراب عام للجماهير العربية هاجموا بيته بالذات وعاثوا فيه خرابا واعتدوا على من فيه.

 قصته في يوم الارض معروفة فعندما حاولت الحكومة افشال اضراب يوم الارض 30 اذار 1976 الذي قررته لجنة الدفاع عن الاراضي. لكنه اثبت لهم ان القرار قرار الشعب والشعب اعلن الاضراب ونجح وكان شاملا فنظمت السلطة اعتداءاتها وقتلت الشباب الستة وجرحت المئات وهاجمت بيت توفيق زياد " سمعت الضابط باذني وهو يامر رجاله طوقوا البيت وأحرقوه تقول زوجة توفيق زياد

ويتكرر الاعتداء في اضراب صبرا وشاتيلا 1982 وفي اضراب سنة 1990 وفي اضراب مجزرة الحرم الابراهيمي 1994 وفي مرات كثيرة اصيب افراد عائلته وضيوفه بالجراح جراء الاعتداءات. وكانوا ينفذون الاعتداء وهم يبحثون عن توفيق زياد شخصيا. حتى في الاضراب 1994 وتوفيق زياد يقود كتلة الجبهة البرلمانية في الجسم المانع الذي بدونه ماكانت تقوم حكومة رابين ، اطلقت الشرطة قنبلة غاز عليه وهو في ساحة الدار. غير ان ابشع الاعتداءات كان في ايار 1977 قبيل انتخابات الكنيست اذ جرت محاولة اغتياله, ونجا منها باعجوبة حتى اليوم لم تكشف الشرطة عن الفاعلين لكن توفيق زياد عرفهم واجتمع بهم واخبره عن الخطة وتفاصيلها وكيف نفذوها.

 غير ان ابشع الاعتداءات كان في ايار 1977 قبيل انتخابات الكنيست إذ جرت محاولة واغتياله ونجا منها بأعجوبة حتى اليوم لم تكشف الشرطة عن الفاعلين لكن توفيق زياد عرفهم واجتمع بهم واخبروه عن الخطة وتفاصيلها وكيف نفذوها .

وإزاء هذه الاحداث اسال : هل رفعت الشرطة حالة الخطر او الغضب او الغليان لدرجه 6 ؟

 هل نشرت القوات البوليسية في الناصرة فجعلتها تبدو وكأنها ثكنة عسكرية ؟

هل وظفت الشرطة فرق البوليس او رجال الامن للسهر على سلامة رئيس البلدية وعضو الكنيست ؟

 هل هناك فرق بين رئيس ورئيس اذا ما تعرض للخطر ؟

هل كانت مؤامرة اخرى ؟؟؟

هل نجحت المؤامرة الاخيره ؟؟؟

اذن كانت هناك مضايقات وخناق وتشديد ومحاولة اغتيال فاشلة ارادت تخليص المؤسسة الحاكمة ومن تعاون معها ومن اراد ان يجني الارباح والمنفعة من هكذا قائد يقف حجر عثرة في وجه مخططات تحاك ضد الشعب الفلسطيني الباقي على ترابه وطنه وضد مدينة الناصرة كونها عاصمة الجماهير العربية وقائدة نضاله ومحط انظار العالم اجمع.

 رحل توفيق زياد نتيجة حادث طرق مروع وقع في الخامس من تموز عام 1994 وهو في طريقه لاستقبال عرفات عائدا الى اريحا وقد اشيع وقتها روايات عدة عن الحادث خصوصا ان توفيق زياد كان يقود سيارته بنفسه بعد ان طرد مجموعة من الموظفين على خلفية فضيحة المكالمات الجنسية كان منهم سائقه ولكن ما يثير الاستغراب والدهشة ان توفيق زياد طردهم ولم يرضى ممارسات او تصرفات من هذا القبيل في بلدية الناصرة برمزيتها وعلى حساب الشعب في حين اعاد من تسلم الرئاسة من بعده هؤلاء المطرودين وعاد سائق الرئيس الاسبق ليكون سائق خلفه .

 هل كان موت توفيق زياد مؤامرة الهدف منها التخلص منه ؟

 هل فضيحة المكالمات الجنسية كانت جزء من مخطط تآمري ؟

 هل القصد من طرد هؤلاء الموظفين بقاء الرئيس بلا سائق مما يسهل قتله بحادث مدبر ؟

لماذا توفيق زياد ؟

كان توفيق زياد عضو كنيست (6) دورات وفي نفس الوقت شغل منصب رئيس بلدية الناصرة منذ عام 1975 حتى 1994 ونعلم انه كان من اشهر الشخصيات المحلية وألمعها قطريا وعالميا ونعلم كذلك انه لم يكن له منافس او بديل لا في الحزب ولا في الجبهة اذ ان قوته وشخصيته وتاريخه النضالي سد الابواب امام كل ما اراد منافسته .

 اما على صعيد الناس والجماهير فلم يكن توفيق زياد إلا ذلك الرجل الشعبي ابوابه مفتحة للناس , يعيش بينهم يتجول في شوارع المدينة بسيارته الخاصة تستوقفه لسوأل فيجيبك بكل شعبية ابن البلد .

 وقف توفيق زياد كالشوكة في حلق المؤسسة الاسرائيلية توقفت عنده كل مخططات المؤسسه الاسرائيلية في مدينة الناصرة رصيده تاريخ نضالي حافل تسانده محبة الناس ويفوز في كل مرة يترشح فيها للكنيست او البلدية ولا تلوح في الافق سمات تنحيه او ان احدا من رفاقه قادر على الفوز عليه او منافسته لذلك لا بد من سبيل للخلاص من هكذا شخصية .

هل مات توفيق زياد ام قتل ؟

اسئلة كثيرة تطرح مادة للتفكير واضاءات عديدة في سماء الغيب المحجوب تقرع ابواب البحث عن الحقيقة التي يكمن جزء منها في واقعنا وحياتنا ونحن نستشعر الالم وندفع الثمن : ثمن اوضاعنا المساوية في مدينة كانت لها الصدارة والريادة والسيادة وغدت مدينة تعاني الوحدة والفراغ والهزال يهجرها ابناؤها قصرا عنهم طلبا للمسكن والرزق والرفاهية وطمعا في عيش كريم.

 فكيف ال هذا الحال المساوي المرهق المتعب للناصرة ؟

 هل هناك مؤامرة لقتل توفيق زياد ثم التآمر على الناصرة ؟ من هو المستفيد من قتل توفيق زياد والتآمر على قتله ؟ من جنى الارباح من هذه المأساة ؟ لصالح من يعمل من قام بالتآمر ووفق أي اجندة ولاي اهداف ؟

من المسؤول عن هذا الفشل والدمار الذي تعيشه الناصرة وكيف ؟ من المستفيد من تدمير الناصرة ؟ هل كان توفيق زياد يرضى بتدمير السوق ؟ هل كان يصدر التجارة لنتسرت عليت ؟ هل كان يهديها الصناعة على طبق من ذهب هل كان سيجلس في مكتبه مدراء المخابرات وأجهزتهم هل كان يقبل تقديم الشكاوي والدعاوي ضد ابناء بلده ؟ هل كان التخلص من توفيق زياد ضرورة ملحة اقتضت معها تصفيته جسديا ؟ هل هناك مؤامرة لقتل توفيق زياد ثم التآمر على الناصرة؟

 لماذا قرر توفيق زياد ترشيح نفسه مره اخرى للانتخابات عام 1993 رغم انه صرح قبلها انه لن يترشح ؟

اترك لكم ايها القراء الاعزاء ان تفكروا وان تبحثوا عن الحقيقة فان الامر جدير بالاهتمام والبحث اذا ما اتضح ان هناك امر دبر بليل تعود على الناس نتائجه الوخيمة ويجني بعضهم فوائده من عملهم الدنيء ضاربين بعرض الحائط حياه اجيال ومستقبل شعب . ان الذين يتاجرون بدماء توفيق زياد لا بد ان يجيبوا اولا عن هذه الاسئلة وان يجروا المقارنات ويعيدوا حساباتهم فيما كان وفيما جرى وأصبح ان كانوا لا يزالون على عهدهم للرجل وعلى وطنيتهم في زمن الخيانة وأعوان السلطة الذين اصبحوا اوصياء على الوطنية.