يا معشر المعتمرين
يا معشر المعتمرين الذين عقدوا العزم على شد رحالهم إلى بيت الله الحرام في شهر الصيام هلاّ اعتمرتم بإحياء أنفس يتهدده الموت بسبب داء السرطان ؟
أدعو من هذا المنبر الإعلامي الرقمي الذي ندب نفسه لخدمة جهة الشرق والوطن عموما كل الذين عقدوا العزم على شد رحالهم إلى بيت الله الحرام خلال شهر الصيام أن يزوروا المركز الجهوي للأنكولوجيا الحسن الثاني بوجدة لعلاج مرضى داء السرطان وذلك للوقوف عن قرب على مآسي الذين ابتلاهم الله عز وجل بهذا الداء العضال خصوصا المعوزين منهم والذين هم في أمس الحاجة إلى التطبيب والعلاج المكلفين .
وإذا كان القصد من العمرة في رمضان هو التقرب إلى الله عز وجل ، فإن إحياء النفس التي يتهددها الموت بمرض عضال هو أيضا تقرب إليه سبحانه وتعالى ،لأنه بمثابة إحياء الناس جميعا . ومن المؤكد أن فرحة هذه النفس المهددة بسبب تعذر العلاج من الداء العضال تفوق عند الله عز وجل بكثير فرحة الطواف ببيته الحرام ،كما تفوق عنده وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحة زيارة قبره.
ولا شك أن المعتمر لا ينتفع بعمرته إلا هو، بينما الذي يحوّل مال عمرته لإنقاذ من يتهدده الموت، ينتفع هو وغيره حين يبعث الأمل فيه ، ويعيد الفرحة إليه وإلى أهله وذويه الذين يعانون بمعاناته ، ويتقاسمون معه مرارة الألم .
قد يتساءل البعض لماذا تخصيص المعتمرين بهذا النداء من أجل الإحسان إلى مرضى السرطان البؤساء لمساعدتهم في العلاج منه ؟ والجواب لأنهم باعتزامهم الاعتمار يعبرون دون غيرهم ممن يسافرون فقط بغرض الاستجمام والسياحة عن رغبتهم في الأجر والثواب عند الله عز وجل ، لهذا هم من يجب أن يوجه إليهم هذا النداء لدلالتهم على هذا الأجر المنشود والقريب منهم والذي لا يكلفهم عناء السفر البعيد . ولقد ورد في الحديث القدسي المشهور قول الله عز وجل : " يا ابن آدم مرضت ولم تعدني ، قال : أي رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلانا مرض ، فلم تعده ، أما علمت أنك لوعدته وجدتني عنده " . هذا من عاده فكيف بمن ساهم في علاجه وأنقذه من الهلاك ؟ وكيف يقطع الإنسان مسافة طويلة رغبة في لقاء الله عز وجل عند بيته الحرام ، وبإمكانه أن يلقاه عند مريض هو أقرب إليه من بيت الله الحرام ؟
إلى القلوب الرحيمة الراغبة في عمرة رمضان، وربما تكون قد اعتمرت من قبل نتوجه بهذا النداء ، ونهيب بأصحابها أن يحتسبوا أجرا يعدل أجر تلك العمرة أو يفوقه عند الله عز وجل إذا ساهموا في تخفيف معاناة مرضى يعانون الآلام المبرحة عضويا ونفسيا ، وتعاني معهم أسرهم البائسة التي لا حيلة بيدها ولا قدرة ولا حول ولا قوة .
وليكن في علم من يريد وجه الله عز وجل بهذا العمل الإحساني أن يتصل في عين المكان المعروف بالمزوارية عند الكلومتر العاشر على الطريق الرابط بين مدينة وجدة ومدينة عين بني مطهر بإحدى الجمعيتين الإحسانيتين اللتين تتوليان تقديم المساعدة لمرضى داء السرطان وهما : جمعية بلسم، وجمعية الشفاء .
وحتى لا يبقى هذا النداء محصورا فقط في الذين عقدوا العزم على القيام بعمرة في رمضان أو في غير رمضان، نهيب بكل المحسنين داخل وخارج جهة الشرق وعموم الوطن أن يهبوا لإنقاذ أرواح مهددة بالهلاك بسبب هذا الداء الفتّاك بما ييسره لهم الله عز وجل، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
ونضع رهن إشارة الجميع هذين الرقمين الهاتفيين لمن أراد التواصل مع الجمعيتين : 0661153957 أو 0661551413
وسوم: العدد 812