العدالة الجنائية سوف تقترب يوماً ما من دكتاتور سورية
نشرت *صحيفة “الغارديان” البريطانية* الجمعة (١ آذار) مقالاً للكاتبة “ناتالي نوجايريدي“، تؤكّد ضمنه أنّ العدالة الجنائية سوف تقترب يوماً ما من دكتاتور سورية القاتل بشار الأسد، ورجاله وعناصره.
وأنّ بعضاً من المحامين المتحمسين جداً يعملون بجهد لوضع مجرمي الحرب السوريين في قفص الاتهام، و الجميع بإمكانه أنْ يلعبَ دوراً في هذا الملف على حدّ قولها.
وفي هذا السياق، تشير الكاتبة إلى أنّ أخبار الاعتقالات الأخيرة في ألمانيا وفرنسا لثلاثة من ضباط المخابرات السورية المتهمين بالتعذيب والقتل، هي أخبار جيّدة، ومشجّعة؛ حيث تم إصدار مذكرات الاعتقال وتقديم عشرات الشكاوى الجنائية في عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك السويد والنمسا.
وتضيف الكاتبة، أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، وقد تبدو الاحتمالات ضئيلة في الوقت الراهن، لكن المحقّقين الجنائيين سيعملون في نهاية المطاف على رفع مستوى المسؤولية عن تجريم الطاغية في سورية على قتل شعبه لمدة ثماني سنوات متتالية.
وتتابع، إن هنالك محامين وناشطين يستعدون لليوم الذي سوف يحاسب فيه أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في سورية. وداخل أوروبا، بدأت هذه الجهود تحقق أفضل النتائج.
وتعلّل، كي نفهم السبب لفرار مئات الألوف من السوريين الذين وصلوا إلى قارة أوروبا، فهو الكابوس الذي عايشوه في وطنهم. ويمكن للكثيرين أن يشهدوا على الجرائم، ويساعدوا على توثيقها.
وتعتبر، أنّ أعضاء النظام السوري وعلى رأسهم الأسد، قد استفادوا من أوروبا كمقصد لقضاء العطلات الترفيهية ومكان لتخزين الأموال. وتقبل بلدان أوروبية، لا سيما ألمانيا، فكرة “الولاية القضائية العالمية”، التي تسمح للمحاكم الوطنية بالتحقيق مع المسؤولين عن الجرائم الجماعية ومحاكمتهم حتى إذا لم يرتكبوا تلك الجرائم على أراضي تلك البلدان.
وفي إشارة إلى دعم روسيا للأسد، وتقاعس أمريكا في اتخاذ قرار حاسم في سورية، تقول الكاتبة إن روسيا قد أعاقت أي محاولة لوقف سفك الدماء، في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو إحالة ملف سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. علاوة على فشل الولايات المتحدة بسبب تقاعسها في مواجهة الجرائم الجماعية التي ارتكبها الأسد وحلفاؤه.
وإن السوريين عانوا طويلاً، كالأطفال الذين خنقوا بغاز السارين وأسلحة كيميائية أخرى، وغرف التعذيب أيضاً، والاختفاء القسري، والمدن والأحياء التي خضعت لهجمات صواريخ سكود والبراميل المتفجرة التي تم إسقاطها دون تمييز. لذلك كانت تلك الاعتقالات في ألمانيا وفرنسا مهمة للغاية.
وتذكر الكاتبة على لسان أحد اللاجئين السوريين في أوروبا الذي قال إنه اعترف على واحد من الرجال، الذي كان سجّاناً تابع للنظام السوري. وكانت الأخبار بهذه الكلمات: “بكيت، ولكن بابتسامة على شفتي. جعلني أرتجف لساعات؛ أستطيع الآن القول أخيراً إن الإفلات من العقاب الذي استفاد منه أتباع الأسد في أوروبا قد انتهى. لقد نما الأمل الآن، في أن الأسد نفسه سيحاكم في يوم من الأيام “.
وسوم: العدد 814