هل ستعمل الغواصات الإسرائيلية في الخليج العربي؟
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الأربعاء الماضي إيران بمحاولة تقويض العقوبات الأمريكية المفروضة عليها من خلال تهريب نفطها بشكل سري عبر ممرات بحرية للبيع في الأسواق الخارجية. ودعا نتنياهو في كلمة له خلال حفل تخريج للبحرية الإسرائيلية المجتمع الدولي إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع طهران من القيام بهذا العمل، مضيفاً أنّ تل أبيب لطالما قامت بتنفيذ عمليات بحرية ضد أعدائها دون الكشف عن معظمها.
دور غامض
وأكّد نتنياهو في كلمته تلك أنّ البحرية الإسرائيلية سيكون لديها دور أكبر وأكثر أهميّة في منع إيران من القيام بهذه الأعمال، لكنّه لم يشر إلى ماهية الدور الذي ستقوم به أو الكيفية التي ستسعى البحرية الإسرائيلية من خلالها إلى منع إيران من الالتفاف على العقوبات، أو في أي منطقة بحريّة سيتم ذلك.
وفقا لبعض التقارير، فإن الجانب الإيراني كان قد عمد سابقا إلى تغيير أسماء السفن التي تنقل نفطه أو أعلامها، وفي كثير من الأحيان تعطيل خيار تعقّب السفن كي لا يتم التعرف على مكانها وإتباع ذلك بعمليات تفريغ أو نقل للنفط من ناقلة إلى أخرى في عرض البحر وبعيداً عن الطرق التجارية الكبرى.
هذه الأساليب تصعّب من عمليات متابعة النفط الإيراني ما يحول دون إمكانية اعتراضها في عرض البحر.
تمتلك إسرائيل أسطولاً صغيراً من الغواصات النووية الألمانية في غالبها. هذه الغواصات قادرة على البقاء تحت الماء
إذا ما افترضنا أنّ تهديد نتنياهو جدّي، فهذا يعني على الأرجح أنّه سيتم اعتراض السفن الإيرانية قريباً من أماكن التحميل حتى يسهل حصرها ومراقبتها ومن ثمّ استهدافها، ومثل هذا الأمر سيتطلب بالضرورة دوراً أكبر للغواصات الإسرائيلية. تقليدياً، تنشط البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط والبحر الأحمر، لكن اعتراض السفن الإيرانية قريبا من مراكز التحميل يشير إلى احتمال أن تلعب الغواصات الإسرائيلية دوراً أكبر في محيط إيران البحري أي في الخليج العربي وبحر العرب وخليج عدن.
إسرائيل والخليح
تمتلك إسرائيل أسطولاً صغيراً من الغواصات النووية الألمانية في غالبها. هذه الغواصات قادرة على البقاء تحت الماء ـ وفق بعض التقارير ـ على عمق 1150 قدما لمدة أسبوع، أو فوق الماء لمدة 50 يوماً. سبق لتل أبيب أن أعلنت عدّة مرّات قبل حوالي عقد من الزمن عن إمكانية نشر غواصاتها في الخليج لكن لم يجر التثبّت من حقيقة ما إذا تمّ ذلك فعلاً. تحسّن العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول الخليجية، وانتقال هذه العلاقة من السر إلى العلن لاسيما مع الإمارات والسعودية وسلطنة عُمان يجعل من إمكانية حصول مثل هذا الأمر الآن عالياً.
في المقابل، فإنّ نشر غواصات إسرائيلية لاعتراض سفن إيرانية في الخليج من شأنه أن يرفع من احتمالات التصادم العسكري المباشر بين الطرفين، وهو أمر لا يريد أي منهما القيام به بالتأكيد. بهذا المعنى، قد يكون المقصود من تصريحات نتنياهو استخدام هذه الغواصات كمحطات مراقبة ورصد متقدّمة على أن يجري تمرير المعلومات التي يتم الحصول عليها لحلفاء آخرين لاعتراض السفن الإيرانية في أماكن أخرى بعيداً عن المياه الإيرانية.
انّ نشر غواصات إسرائيلية لاعتراض سفن إيرانية في الخليج من شأنه أن يرفع من احتمالات التصادم العسكري المباشر بين الطرفين، وهو أمر لا يريد أي منهما القيام به بالتأكيد
أيّا يكن الأمر، فإن معظم قوى المنطقة قامت مؤخراً باستعراض قدراتها العسكرية البحرية المتنامية بما في ذلك تركيا وإيران وإسرائيل، والأكيد في هذا السياق أنّ انتقال الصراع من البر إلى البحر في منطقة الشرق الأوسط لم يعد بعيداً سواءً في ما يتعلق بنشاط إيران في الخليج العربي، أو بنشاط الدول المتنافسة على ثروات النفط والغاز في شرق المتوسط، أو في ما يتعلق بمكافحة التهريب والإرهاب في محيط خليج عدن.
وسوم: العدد 815