فظيع جدا أن يغتال صليبي متعصب المسلمين غدرا وأشد فظاعة من ذلك أن يغتالهم محسوبون على الإسلام عمدا
تقلى الرأي العام العالمي عموما والإسلامي خصوصا باستياء شديد نبأ الجريمة النكراء والوحشية التي ارتكبها مجرم إرهابي بدافع الحقد الصليبي في مسجدين بنيوزيلاندا ، وندد الجميع بفظاعتها ووحشيتها تنديدا شديدا .
وإذا كنا لا نستغرب ما فعله هذا الصليبي الناهل من الفكر الصليبي الإرهابي المتعصب المتطرف الذي عكسته الصفحات التي حررها ، والعبارات التي خطها فوق قطع السلاح التي استعملها في جريمته البشعة لأنه لا ينتظر ممن تربى على كراهية الإسلام والمسلمين سوى القيام بمثل هذا العمل الجبان والخسيس ، فإننا نتألم شديد الألم حين يرتكب محسوبون على الإسلام جرائم أشد فظاعة ووحشية مما فعل وقد ذهب ضحيتها مسلمون موحدون أبرياء وعزل ومنهم من كان في حالة عبادة كما كان ضحايا مسجدي نيوزيلاندا .
أليس المنقلب انقلابا عسكريا دمويا على الشرعية والديمقراطية في مصر قد اقتحم الساحات على الرافضين للانقلاب ، كما اقتحم عليهم المساجد وأمطرهم جنده بالرصاص ، وداستهم الجرافات والدبابات والآليات العسكرية بوحشية لا نظير لها دون أن يدينه الغرب الذي يتبجح بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بل بارك إجرامه لأنه الشخص الأنسب لأمن وسلام الكيان الصهيوني الغاصب لأرض الإسراء والمعراج . ألم يفق جرمه إجرام الصليبي المتطرف في نيوزيلاندا أضعافا مضاعفة ؟ ولا زال ينفذ حكم الإعدام ظلما في كل من يرفض اغتصابه للسلطة بالحديد والنار دون أن يتحرك ضمير العالم الذي تقوده ما يسمى بالدول الديمقراطية في الغرب .
أليس مجرم سوريا الشيعي النصيري الذي ورث السلطة المغتصبة عن أب سفاح قد أباد شعبه ودمر وطنه ، وارتكب من الفظاعات ما يفوق فظاعة جريمة الصليبي المتعصب في نيوزيلامدا دون أن يحاسب أو يردع بل وفر له ديكتاتور روسيا الدعم العسكري ، ووفر له النظام الصفوي الشيعي الحاقد في إيران هو وحشود الشيعة المتعصبين في العراق وعصابات حزب اللات الشيعي في لبنان الحماية ،فاشتركوا جميعا في جرائم وحشية ضد المسلمين السنة ؟
أليست عصابات داعش الإرهابية التي صنعت مخابراتيا من قبل الغرب قد ارتكبت الفظائع المروعة في حق الأبرياء باسم الإسلام لتشويهه عن عمد وعن سبق إصرار ؟
أليس الذين يخوضون الحرب الدموية في اليمن سواء الخليجيون أو الحوثيون قد ارتكبوا المجازر الرهيبة التي ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء ، وقد قصفت المساجد فوق رؤوس المصلين ؟
أليس أطراف النزاع في ليبيا الجنرال المتقاعد ومعارضوه يبيد بعضهم بعضا ويموت الأبرياء برصاصهم الطائش ؟
ألم يشهد العراق أكبر المجازر التي ارتكبها الشيعة والسنة في حق بعضهم البعض حيث فجرت المساجد هنا وهناك ، وتناثرت أشلاء المصلين من كان فيها في كل اتجاه؟
حينما يرى الصليبيون والصهاينة المتطرفون ما يرتكبه المحسوبون على الإسلام من جرائم في حق إخوانهم يفتح ذلك شهيتهم لقتل المزيد من المسلمين، لأن أرواح هؤلاء إنما أرخصها أصحابها قبل أن تصير رخيصة عند الصليبيين وعند الصهاينة الذين لا يقيمون وزنا لتلك الأرواح ويزهقونها متى شاءوا وأنى شاءوا .
إن دماء المسلمين يجب أن تحقن أولا في أرض الإسلام ، قبل أن نطالب بحماية أرواحهم وصيانة دمائهم في بلدان غيرهم .
لقد أخبرنا الله عز وجل أن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ، وهل يوجد شرك أكبر من شرك الصليبيين الذين يزعمون الولد لله تعالى علوا كبيرا عما يقولون، ويزعمون أنه ثالث ثلاثة ؟ وهل ننتظر أن تزول عداوة هؤلاء لنا ؟ وهل نصدق ذلك إن زعموه ، أوأظهروا الأسى والأسف الكاذب لما وقع في نيوزيلاندا والأحزاب الصليبية في بلدانهم تزداد قوة وشراسة ، ولا تدان ولا تمنع ، ولا تحاسب بل يسمح لها بخوض الانتخابات وهي تهدد المسلمين جهارا ،وتتوعدهم بالويل والثبور وعواقب الأمور ؟
وسوم: العدد 816