تهمة الإرهاب : هي (اللُقطَة !) ، التي يتسابق إليها الخصوم ، ليُلصقها السابقُ بغيره !
التقطَها أكبر إرهابي ، في التاريخ ، بشار الأسد ، في سورية ، في بداية الثورة ، فألصقها بشعب سورية ، كلّه، عدا الحثالات ، التي ظلّت معه ، تصفّق له ، رغَباً ورهَباً ! ولم يلتقطها ، مصادفة ، أو عبثاً ، بل قلّب البدائلَ التي في حوزته ، فوجد هذا البديل ، أكثرها ملاءمة له ، وأعظمها رواجاً ، في العالم ، وأكثرها جذباً ، للمؤيّدين له ، والأنصار والمتعاطفين .. والمتحمّسين لمؤازرته ، ضدّ شعبه !
ولم يقدّم هذه التهمة ، إلى الناس ، مجرّدة من العناصر، التي تقنعهم بها ، بل أخرَج ، من سجونه ، العشرات، ممّن وَصفوا أنفسهم ، بالمجاهدين ، ممّن اعتقلهم ، قبل شهور، أو قبل سنين ! وسلّح بعضهم ، ممّن استطاعت أجهزة مخابراته ، تجنيدهم ، لحسابه ، وتنصيبَهم قياداتٍ ، على مجموعات متحمّسة للجهاد ! وبدأت أجهزته تخطّط ، لهؤلاء المجاهدين المفبرَكين(الأبرار!)، بدءاً من صناعة الأعلام السوداء، والشعارات الجهادية البرّاقة، وانتهاء ، بعمليات الذبح ، التي كان يُطلب منهم تنفيذُها ، جهاراً نهاراً ، وبصورة علنية ، وبأساليب تثير الأسى والمرارة ، في نفوس الناس ، وتنفّرهم ، من الجهاد ؛ بل من الإسلام ، الذي يدعو إليه ، هؤلاء المجاهدون !
ولم ينس ضبّاط مخابرات الأسد ، أن يدسّوا ، بين صفوف هؤلاء المجاهدين ، عناصر مدرّبة ، متمرّسة ، من أجهزة المخابرات ؛ لتضمن أموراً ، عدّة ، منها : صدق الولاء ، ودقّة تنفيذ الأوامر، وغير ذلك ، ممّا يحتاجه العمل الجهادي الأسدي الناجح ، الذي يوظَّف توظيفات ، عدّة ، على أكتاف المجاهدين ، الأسديين ، البرَرة، المغاوير!
العمل الجهادي الأسدي ، ذاته ، مارس مثله الجيش الجزائري (الباسل!) ، في تسعينات القرن المنصرم ؛ ففتك مجرمو هذا الجيش ، بالمئات من الأبرياء ، ليُلصقوا التهم ، بالإرهابيين ، الذين صنعوهم ، هم ، وألبسوهم الأزياء المناسبة لعملهم ، وحفّظوهم الشعارات البرّاقة المناسبة ! واستمرّ هذا العبث الدامي، عشر سنين، سُمّيت: (العَشرية السوداء) ! حتى بات شعب الجزائر، يستجير بجيشه (البطل!) ، كي ينقذه ، من هؤلاء المجاهدين المتوحّشين ، الذين كانوا من عناصره ، والذين توالت اعترافات بعضهم ، بعد سنين ، بأنهم كانوا أصحابَ هذا الإجرام ، وصنّاعه ومروّجيه !
والتقط الكثيرون ، من عتاة المجرمين ، في مراحل متعاقبة ، هذه التهمة ، وألصقوها بفئات من أبناء شعوبهم، كي يستبيحوا دماءها ، ودماء الشعوب التي تؤويها !
وآخر هؤلاء ، اليوم ، حفتر، في ليبيا ! فهو يمارس شتّى أنواع القتل وأشنعها ، بأفتك الأسلحة ، التي تَصبّ حممَها ، على شعب ليبيا ! وكلّ ذلك ، بتهمة الإرهاب ! إنه يقاتل الإرهابيين .. يقاتل شعب ليبيا ، كلّه ، لأنه إرهابي .. يقاتل المجاهدين الحقيقيين ، الأفذاذ ، الذين حرّروا ليبيا ، من كابوس القذافي ، ثمّ حرّروا المناطق، التي احتلتها عصابات الإرهاب ، في الجنوب الليبي ، والتي عجز حفتر، ذاته ، عن التصدّي لها !
هكذا ..! لكن ، أهذا كلّه من أصول اللعب : مافعله بشار، ويفعله .. وما فعله عتاة المجرمين ، في أنحاء البلاد العربية ، وما يفعلونه ! أهو من أصول اللعب ؟ ربّما ! ولكن ؛ أيّ لعب ؟ وما نتيجته ، على الأمّة ، جميعاً، وعلى أصحابه اللاعبين ، أنفسهم ، وعلى أولادهم ، وأحفادهم من بعدهم !؟
في الحديث الشريف : الكلمة الحِكمة ضالّة المؤمن ، فحيث وجدها ، فهو أحقّ بها !
ولدى هؤلاء المجرمين : تهمة الإرهاب ، ضالّة المتسلط ، على رقاب العباد ، حيث وجدها ، فهو أحقّ بها .. وإن لم يجدها ، صنعَها ، أو اخترعها !
وسوم: العدد 819