القبائل السورية: هي الحاضنة الشعبية ، لنُخَبها الواعية المخلصة !
أنواع النُخَب :
نخبة واعية مخلصة : وهي التي يُعَوّل عليها ، في استقطاب طاقات القبائل ، وتوظيفها ، في معركتها ، ضدّ عدوّها !
نخبة واعية : تجري ، وراء مصالحها الشخصية ، حيث كانت ، ولا تبالي بشيء ، غير ذلك !
نخبة مرتبطة بعدوّها ، رغَباً ورَهَباً : وهذه تنطبق عليها قاعدة : ( سيف المعزّ وذهبه) ! فهي تخضع ، لمَن ملكَ هذين ، أيّاً كان !
(ولن نتحدّث ، هنا، عن النخب المرتبطة بالعدوّ، وَلاءً ؛ فهذه لها شأن خاصّ، لايصلح الحديث عنها، هنا)!
فإذا تَركت هذه النخب ، حاضنتَها ، مطيّة ، لعدوّها :
زُهداً بها : وأنواع الزهد متعدّدة ، منها :
زُهد بالقبيلة : بصفتها تجمّعاً ، له كيان خاص ! وهذا النوع من الزهد، تمارسه فئات من الشباب ، انسلخت عن كيان القبيلة ، لأسباب مختلفة : اجتماعية.. مالية.. ثقافية ..!
زهد بقدراتها : وهذا النوع من الزهد ، تمارسه مجموعات من الشباب ، ترى في القبيلة ، كياناً هُلامياً هَشاً ، لايعتمد عليه ، في المسائل الوطنية الكبيرة ؛ وبالتالي ، لا مسوّغ ، لإضاعة الوقت ، في محاولة توظيفها ، في الصراعات الوطنية العامّة : السياسية .. وغيرها !
أو استهانة .. وأنواع الاستهانة متعدّدة ، منها :
استهانة بشأن القبيلة : وهذه تدعو ، بالطبع ، إلى الزهد بالقبيلة ! ويضاف إليه ، نظرة فوقية ، أو نظرة عدم احترام ، للشأن القبلي ، عامّة ! ولهذا النوع ، من الاستهانة ، أسباب متنوّعة ، لدى أبناء القبائل ، الذين يكنّونها تجاه قبائلهم ؛ منها : تصرّفات بعض زعماء القبائل ، الذين يضعون أنفسهم وقبائلهم ، في مواضع ، لا تليق بالزعيم ، ولا بقبيلته !
استهانة بإمكانياتها وقدراتها: بعض أبناء القبائل ، ينظرون إلى قبائلهم ، نظرتهم إلى التجمّعات البشرية الهلامية، غير الصالحة ، لأيّ عمل مُجدٍ ، وغير القادرة ، على أيّ فعل ذي شأن ، في أوطانها ! وذلك ؛ من خلال مايرونه ، من توزّعات قبائلهم ، بين فئات مختلفة ، متصارعة على: السلطة ، والنفوذ ، والمال .. تتنازعها شعارات متباينة : عرقية ، وفكرية ، وسياسية .. وغير ذلك ! دون أن يكون ، لهذه القبائل ، مَن يرشدها ، إلى الاتجاهات الصحيحة ، في الصراع الدائر، في بلادها !
فامتطاها العدوّ .. وأساليب الامتطاء متنوّعة ، منها :
توظيف عَددها : سياسياً ، شعبياً ، في مظاهرات .. وإعلامياً ، أمام الناس ، داخل البلاد وخارجها !
توظيف بعض أفرادها :
عسكرياً: لمحاربة أبناء شعبهم ، من خلال الزجّ بهم ، في الجيش ، أو في الميليشيات المختلفة !
أمنياً : للتجسّس ، على أبناء وطنهم وشعبهم ، وجمع المعلومات ، التي تؤذي قبيلة الفرد ، وتؤذي أهله ، بالتالي .. وتؤذي وطنه وشعبه ، بشكل عامّ !
إعلاميا : توظيف بعض أبناء القبائل ، على شكل أبواق إعلامية ، تخدم أهداف العدو، وتلمّع صورته ، وتشوّه صورة الشعب ، الذي تنتمي إليه ، من خلال التشويه الإجرامي ، لصور شرائح واسعة ، من هذا الشعب ، معارِضة للعدوّ ، ورافضة لجرائمه ، بحقّ الوطن والشعب !
فالنخب المخلصة الواعية ، من أبناء القبائل : هي الملومة ، في تسيّب قبائلها ، أو تشرذمها ، أو تهافتها ، على الفتات ، الذي يرميه لها العدوّ المجرم ، وأعوانه ، وأنصاره ، من أبناء البلاد، ومن محتلّيها المتنوّعين!
وكان الحدّ الأدنى ، الذي يمكن أن تفعله ، هذه النخب الواعية ، هو: أن تلتقي ، هي ، فيما بينها ، وتضع مشروعات ممكنة ومجدية ، لاستقطاب مجموعات ، من الشباب الواعي المخلص ، من كلّ قبيلة ، وتضع لها أطراً ، للعمل ، داخل قبائلها ، لاستقطاب شباب آخرين ، وتضع لها برامج محدّدة ، لتوعية مَن يمكن توعيته ، من قبائلها .. وتشكّل ، في النتيجة ، نسيجاً قبَلياً مترابطاً ، يُسهم ، في جرّ القبائل ، إلى أهداف وطنية كبيرة ، تناسب أحجامها ، في المجتمع الذي تعيش فيه .. وتحافظ على مستقبلها ، ومستقبل أجيالها ، من السحق والتشرذم والضياع !
وسوم: العدد 819