ظاهرة الشيخ فتحي الصافي
هذا هو سر المحبة إذا كتبها الله لعبده.
شاهدت الجنازة و بكيت وأنا أرى الألاف جاءت لتشيعه يدفعهم الحب فقط ..إلتقيته عدة مرات .. وكلمته عالهاتف منذ ٣ أسابيع .. وأصارحكم القول تمنيت أن أكون صاحب هذه الجنازة لما رأيت الحب كيف يجذب الناس من كل مكان...
* منذ حوالي ثلاثة سنوات ظهرت فجأة على صفحات التواصل مقاطع فيديو لشيخ كبير ذو لحية بيضاء طويلة و عمة صغيرة، لم يكن يعرفه أحد أو يسمع به ، كان محتوى الفيديوهات مقاطع من دروس أغلبها في الفقه الحنفي ممزوجة بكثير من الدعابات و الطرائف التي لم يعتد عليها ممن يتصدرون منابر الفقه و الدعوة والخطابة... أي الرسمية في الخطاب.. لم أكن أعرفه ولي باع في معرفة الشيوخ ... تابعت مقاطعه... سررت بها وبنشرها...
*طبعاً ولم أكن أستسيغ غالباً نقد ( البعض فقط)له ... بل وبعضهم وجه له انتقادات لاذعة لدرجة المنع من نشر دروسه او ظهوره على الفضائيات...
بل ذهب البعض منهم إلى التصريح بالاعتراض على أسلوب الشيخ و الغمز من قناته وكلماته وهو الذي ليس له تاريخ معروف لدى المحسوبين على متصدري الدعوة و الارشاد ...
* و شيئاً فشيئاً أخذت الصورة المتحفظة تتهاوى و أخذ الشيخ يأخذ مكاناً فريداً في القلوب و صار حديثه الفاكهة اليومية التي لا يخلو منها بيت دمشقي او اجتماع عائلي او سهرة سمر .
* من هنا بدأت في صفحة مخيلتي تتشكل أفكار ما أسميته بظاهرة فتحي الصافي ، ظهر فجأة ، امتلك القلوب بأسلوبه و دعاباته الطريفة ، وضع له القبول في الأرض رغم تحفظات الكثيرين ، و ها هو اليوم يغادرنا بنفس اللطف الذي غزا القلوب فيه .
* يا ترى ...
• هل هناك تقصير منا ومن متصدري منابر الدعوة منذ سنين طويلة أن يسلكوا أسلوباً مختلفاً ليجذبوا القلوب كما فعل الشيخ فتحي ؟ .
• وهل علينا وعليهم أن يراجعوا أساليبهم و طرائقهم الدعوية ويجب ذلك؟
• أو هناك تشويه أو منع مقصود أو محاربة بطريقة ما لما يسمى الدعاة الشعبيين ؟
• أم إنها خصوصية يختص بها الله من يشاء من عباده ؟.ولكل اسلوبه و طريقته؟!
* رحمك الله يا شيخ ، لقد خلفت في قلب كل واحد منا لوعة و حسرة ، كنت كالشهاب الذي لمع و سطع نوره ثم خبا .
* إنه سر الإخلاص لله ربما... أو سر محبة الله تعالى إذا كتبها لعبد...او سر الأسلوب الذي فهمه الناس وأدخل الفرح عليهم في وقت لا نعرف فيه إلا البكاء والدموع...أو سر الزهد في الدنيا وعدم الغرق فيها وخاصة من رجال الدين والدعاة ..الله أعلم
اسأل الله ان يتقبلك في عداد عباده الصالحين و أن يحسن مثواك ... ولا يحرمنا أجرك ولا يفتنا بعدك ياشيخ فتحي.
وسوم: العدد 823