الخليج العربي : نعمة على الأمّة ؛ بماله وفضلائه.. ونقمة عليها؛ بثرائه وسفهائه!
فهل يتمكّن الفضلاء ، من توسيع دائرة النعمة ، وتضييق دائرة النقمة .. أم يتمكّن السفهاء ، من فعل العكس!؟
لكن ؛ هل الخليج ، وحدَه ، نعمة ونقمة ، في الآن ، ذاته ؟
أليست كلّ دولة عربية ، تشكّل ؛ بفضلائها، نعمة للأمّة .. وبسفهائها ، نقمة لهذه الأمّة!؟
ألم تكن مصر؛ بعلمائها وأدبائها ، نعمة للأمّة .. وهي ؛ بمجرميها ، من الحكّام والسفهاء ، نقمة للأمّة ؟
أولم تكن بلاد الشام ، نعمة للأمّة ؛ بعلمائها ومفكّريها وأدبائها .. وهي ، في الوقت ، ذاته ، نقمة ؛ ببعض حكّامها وسفهائها !؟
وقياساً، على كلّ ما تقدّم ، يمكن أن تُعَدّ كلّ دولة ، بين المحيط الخليج ، نعمة على الامّة ، ونقمة عليها ، في الوقت ، ذاته !
بل إن القرار الواحد ، قد يكون نعمة ، على أصحابه ، وعلى مَن حولهم .. كما قد يكون نقمة، على أصحابه ، وعلى مَن حولهم !
بل إن الحدث الواحد ، الذي هو ، في ظاهره ، خير، قد يكون شرّاً ، والحدث الذي هو، في ظاهره ، شرّ، قد يكون خيراً !
يقول تعالى:(..وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرّ لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون).
وقال ، عزّ وجلّ ، عن حديث الإفك :(إنّ الذين جاؤوا بالإفك عصبةٌ منكم لاتحسبوه شرّاً لكم بل هو خير لكم..).
فما الهدف ، من التركيز، على دول الخليج ، بالذات ؟
ثمّة أسباب ، عدّة ، لذلك ، من أهمّها :
دول الخليج : مجموعة دول ، متقاربة جغرافياً ، متجانسة اجتماعياً ، متشابهة سياسياً !
وهي : غنية بثرواتها ؛ ولاسيما النفط ! وهذا الغنى يحمل الخير والشرّ، معاً !
يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ، نيكسون : الدولة الثرية الضعيفة ، كالأرملة الحسناء ، في صحراء ؛ لا تستطيع الإفادة من ثروتها، وهي، في الوقت ، ذاته ، تغري اللصوص والطامعين، بالسطو عليها ، لعدم قدرتها ، على الدفاع ، عن نفسها!
فالغنى المادّي: هو نعمة ونقمة ، في الوقت ، ذاته !
والرجال الفضلاء هم كنز حقيقي (نعمة كبيرة) ، للدولة ، ذاتها ، ولمَن حولها ! كما أن الرجال السفهاء ، في المواقع المختلفة ، هم نقمة ، على دولتهم ، وعلى مَن حولها!
وهذا وذاك ، من المُشاهَد والملموس ، على الأرض ، من سنوات ، عدّة ، وإلى اليوم ، ولا يعلم أحد ، غير الله ، إلى متى يستمرّ هذا الواقع !
ويمكن أن يكون فضلاء الخليج ، بمروءاتهم ، وبالاستثمار الصحيح ، لمال دوَلهم ، رافعة للأمّة، تنقذها ، من هاوية الضعف ، الذي هي فيه !
كما يمكن أن يستمرّ السفهاء ، بالعبث المقيت ، بمال الأمّة ، إلى أن يجرّوها ، إلى مزيد من الضعف ، ثمّ إلى الانهيار!
وسوم: العدد 825