حُكم المؤسّسات ، والصراع داخلَها ، ودورُ الفرد : السلبي ، والإيجابي ، فيها !

حكم المؤسّسات :

يختلف حكم المؤسّسة ، عن حكم الفرد ، أيّاً كان موقعه في السلطة ، أوتسميته : ملكاً ، أو رئيساً، أو أميراً ، أو زعيم قبيلة ، أو رئيس حزب! فحكم الفرد ، الذي يجمع السلطات ، في يده، يسمّى ، فردياً ، ويسمّبه بعضهم ، ديكتاتورياً !

كما يختلف حكم المؤسّسة ، عن حكم المجموعة، التي تضمّ عدداً من الأفراد ، من أسرة واحدة، أو تجمعهم مبادئ مشتركة ، أو مصالح مشتركة ! فحكم المجموعة( التي يسمّيها بعضهم: أوليغارشية ، أو أوليغاكية) ، يسمّى حكماً ديكتاتورياً ؛ لأنه غير خاضع لنظام مؤسّسي ، كتلك الأنظمة ، المنبثقة عن قوانين ، تسنّها مجالس منتخبة ، من قبل الشعب !

الصراع داخل المؤسّسة الواحدة :

وغنيّ عن البيان ، أن حكم المؤسّسة ، لا يعني خلوّها ، من الأخطاء ، أو من الصراعات ، أو من التكتّلات ، بين أفرادها ؛ من مستوى واحد ، أو من مستويات مختلفة ! فالمصالحُ قد تجمع أفراداً ، وقد تفرّق آخرين .. والمبادئ كذلك !

لذا؛ غالباً ما يكون اتخاذ القرار، ضمن مؤسّسة واحدة ، أصعب من اتخاذه ، من قبل فرد واحد، أو من قبل مجموعة ، متّفقة المصالح ، أوالأهداف !

وغالباً مايكون للمؤهّلات الشخصية ، داخل المؤسّسة ، أثر واضح ، في توجيه القرارات ، باتجاهات معيّنة ، أو في فرضها، أحياناً، بأساليب ، لاتخلو، من: مكر، أو دهاء، أو ضغط ، أو ابتزاز..!   

صراع المؤسّسات ، فيما بينها:

 وكما يحصل الصراع ، داخل المؤسّسة الواحدة ، يحصل بين المؤسّسات المختلفة ، أحياناً ، من تشريعية وتنفيذية ، وغيرها ! ويكون لمؤهّلات الأفراد ، تأثير كبير، في حسم القرارات !

دور الفرد في حسم الصراع ، داخل المؤسّسة(كلّ دورٍ ، بحسب حجم صاحبه ، وقوّة تأثيره) :

اختلاف مؤهّلات الأفراد ، في الحياة ، عامّة ، وداخل المؤسّسات ، خاصّة ، يؤدّي ، بالضرورة، إلى اختلاف تأثيراتهم ، داخل مؤسّساتهم ! فصفات الفرد الشخصية ، وملكاته العقلية ، ومؤهّلاته العلمية والثقافية .. لها تأثير كبير، في صناعة القرار، داخل المؤسّسة ؛ تأثير على نفسيات الأفراد الآخرين ، وعقلياتهم: سلباً، أو إيجاباً ، في صناعة قرار ما، أوصناعة قرار معاكس له، أو مختلف عنه !

وقد تتشكّل ، بناء على ذلك ، مراكز قوى ، داخل المؤسّسة الواحدة ، تتنازع فيما بينها؛ إذ يضمّ كلّ شخص قويّ ، إلى جانبه ، بعض الشخصيات ، الخاضعة لتأثيرة ، وينافس بها مركزاً آخر؛ ممّا يؤدّي ، أحياناً ، إلى تمزّق المؤسّسة ، بين مراكز قوى متعدّدة !  

ففي الدور الإيجابي للفرد ، في حسم الصراع ، كلّ يرى الإيجابية ، من زاوية رؤيته !

وكذلك تكون النظرة ، إلى الدور السلبي ، بحسب اختلاف زوايا الرؤية ، والمصالح المتعاكسة ، أو المتباينة ! ففي حين يرى بعض الأفراد ، موقفاً معيّناً ، سلبياً ، من زاوية النظر، إلى مصالحهم ، أو أهدافهم ، أو مبادئهم .. قد يرى أفراد أخرون ، ذلك الموقف إيجابياً ، من الزاوية المعاكسة ، التي تخدم مصالحهم ، أو أهدافهم ، أو مبادئهم ، أو تقديراتهم لمصلحة المؤسّسة ، التي يعملون فيها!

وبناء على هذا وأمثاله ، نمَتْ ، في أذهان بعض الناس ، فكرة تفضيل المستبدّ العادل ، المحاط بمستشارين مختصّين، ذوي علم وخلق..على المجموعات المختلفة ، التي تتنازع، على صناعة القرار، ثمّ تتدافع المسؤولية ، الناجمة عن نتائجه وتأثيراته ، السلبية !

وسوم: العدد 828