لعبة العبَث بالأنساق ، من قِبل بعض مَحاور الشرّ: مانهايتها ؟
من تعريفات النسق :
النسق ، لغةً: ما كان على نظام واحد ، من كلّ شيء !
تعريف معاصر: النسق ، هو مجموعة من العناصر، المترابطة فيما بينها ، بطريقة بنيوية ، لتشكّل واقعاً معيّناً ، إذا اهتزّ أحد عناصره ، اهتزّ النسق كلّه !
أنواع النسق : تصنّف الأنساق ، من حيث أنواعها ، أصنافا عدّة ، منها ، على سبيل المثال :
السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، واللغوي والفكري ، والرياضي والثقافي والفلسفي ، وغيرها !
وتصنّف الأنساق ، جغرافياً ، إلى أنساق ثلاثة أساسية ، يضمّ كلّ منها ، أنساقاً كثيرة ، وهي:
النسق الدولي الراهن : نسق عامّ ، صنعته الحرب العالمية الثانية ! وهو متشابك ، مع سائر الأنساق ، الإقليمية والمحلّية ! مع ملاحظة ، أن تعديلات عدّة ، طرأت عليه ، بعضها جوهري، وبعضها ثانوي!
النسق الإقليمي : نسق في إقليم ما ، تتشابك دوله ، فيما بينها ، وهو متشابك ، مع كلّ نسق محلّي ، لكلّ دولة من دوله ، ويضمّ أنساقاً عدّة !
النسق المحلّي : نسق عامّ ، للدولة الواحدة ، ويضمّ أنساقاً عدّة ، متشابكة فيما بينها !
*
على ضوء التداخل الشديد ، بين الأنساق ، كبيرها وصغيرها ، في العصرالراهن ، يتمّ تبادل التأثّر والتأثير، فيما بينها ، طائعة أو راغمة ؛ إذ لاتستطيع دولة ، أن تعيش في عزلة ، عن محيطها الإقليمي ، المتشابك – بالضرورة- مع المحيط الدولي!
لذا ؛ يحصل النفع المتبادل ، بين الدول ، كما يحصل الأذى المتبادل بينها ، وفقاً لمعادلات القوى والمصالح المتشابكة ، ووفقا لسياسات الدول ، وسياسات قادتها ، في المراحل المتعاقبة !
ومن هنا ، تنشأ المحاور، المتنافسة والمتضادّة ؛ لاسيّما بين الدول ، التي يضمّها إقليم واحد!
وحسبنا أن نذكر، هنا ، محوراً قائماً على الشرّ والأذى ، في بعض الأقاليم ! وأهمّ جامع بين ساسته ، هو الخوف ، بعناصره المتنوّعة ، مثل : الخوف من التهميش ، والخوف من الآخرين، والخوف من أفكار معيّنة .. و غير ذلك !
لذا ؛ يصرّ قادة هذا المحور، على المراقبة الدائمة ، لجيرانهم ، في الدول المحيطة بهم ، وإفساد أيّ توجّه رشيد، لهذه الدول، والعبث بأيّ استقرار، أو محاولة استقرار، ضمن هذه الدول مع مايكلّف هذا العبث ، من تبعات سياسية واجتماعية ، للدول العابثة ، وما يكلّف من أموال طائلة ، تدفعها من ميزانيات شعوبها ، وما يكلّف من نفوس بشرية ، تزهق ، من أبناء هذه الدول العابثة ، ومن أبناء الدول، التي يجري العبث فيها!
ومهما أطلقت الدول العابثة ، على مساعيها المؤذية ، من تسميات ، فإن مساعيها هذه ، لاتخرج عن مضمون الآية الكريمة : (وإنّ كثيراً مِن الخُلَطاء لَيَبغي بعضُهم على بعض..).
والسؤال الذي يطرح نفسه- بالضرورة- هنا ، هو: ما الذي يَقمع هذا البغي؟
وتأتي الآية الكريمة ، لتذكّر المسلمين ، بسنّة التدافُع : ( ولولا دفعُ الله الناسَ بعضَهم ببعض لفسدت الأرض..).
وسوم: العدد 829