أمواج التفاهة تعلو: في الرجال والمواقف! فماذا وراء الأكمة ؟
في الحديث الشريف ، عن مرحلة متأخّرة ، من عمر الأمّة :
(.. ويتكلّم في الناس الرويبِضَة ! قيل : وما الرويبضة ، يارسول الله ؟ قال : الرجل التافه ، يتكلّم في أمر العامّة) !
وتستوقفنا ، هنا ، صفة (تافه) ، التي يوصف بها ، الرجل الذي يتكلّم ، في أمر العامّة! وننظر في الأنشطة ، التي تمارسها النخَبُ المتسلّطة على الأمّة ، من الحكّام ، ومن المَلأ ، المحيط بكلّ منهم - ويمكن تسميتها: أطقمَ الحُكم ، أو أطقمَ مؤازرة الحكّام ، التي تساعدهم ، في تسيير أمور الحكم - ! فماذا نرى ؟ نرى ظواهر غريبة ، لم نعرفها ، في أيّة دولة ، من دول العالم ، وفي أيّة مرحلة ، من مراحل التاريخ ، التي اطّلعنا عليها ، عبر ما قرأناه ، من صفحات التاريخ: نرى التفاهة ، تهيمن على كلّ شيء ، في أنشطة الأطقم ، المتصدّرة لشؤون الأمّة !
التفاهة في السياسة : من لديه إلمام ، بأبسط تعريف ، من تعريفات السياسة ، وبأدنى شأن ، من شؤونها .. يكتشف ، بنظرة واحدة ، المدى المخيف ، الذي وصلته ممارسة السياسة ، في أمّتنا، من قبل بعض الحكّام ، وأعوانهم ، ووزرائهم السياسيين ، ومستشاريهم المختصّين في السياسة، الذين قد تُنسَب إليهم آراء، في مسائل ، لم يستشاروا فيه.. أو آراء، أدلوا بها، لإرضاء الحكّام.. أو آراء ، من غير هذي وتلك ؛ مما يثير دهشة أيّ غريب ، ينظر في شؤون الأمّة ! والنماذج كثيرة ، جدّاً ، من أهمّها: تحطيم أيّة قوّة للأمّة ، على أيدي حكّامها وأعوانهم ؛ سواء أكانت القوّة بشرية : ( تُحطّم ، في السجون والمنافي ، والإعدامات المادّية والمعنوية) ، أم مالية : ( تحطّم عبر البعثرة الغريبة ، لأموال الأمّة ، على وسائل اللهو والعبث ، وعلى الصفقات المريبة ، لشراء كمّيات هائلة ، من أسلحة ، ليس لها من يستعملها) ، أم عسكرية : ( تحطّم عبر معارك مأساوية ، مع بعض فئات الأمّة ، بحجج شتّى ، وذرائع مختلفة )!
التفاهة في الإعلام : أمّا التفاهة في الإعلام ، المملوكةِ وسائلُه للدولة ، فممّا يأنفه ، كلّ من لديه ذرّة ، من عقل أو كرامة ؛ بَلْهَ مَن لديه حرص ، على مصلحة الأمّة ، أو سمعتها! ويكفي العاقل ، أن يتابع بعض الفضائيات العربية ، ساعة واحدة ، ليرى الهوّة السحيقة ، التي سقطت فيها هذه الفضائيات ، ومَن يعمل فيها ، ومَن يوجّه أنشطتها!
وحسبنا الله ونعم الوكيل !
وسوم: العدد 830