كما تكونوا يولى عليكم؟ ..ام كما يريد الحاكم لنا ان نكون؟
اعزائي القراء
الواضح ان الجزء الاول من العنوان هو الاكثر تداولاً بين الناس بل كاد ان يصبح قاعدة حياتية. فهو متنفس الحكام لانهم يرمون بكل اخطائهم على الشعوب بينما يبريء الحاكم نفسه لانه تم اختياره منا فسار (الرجل البريئ) على اخلاقنا فهو اذن غير ملام في كل تصرفاته وافعاله لانه صورة منا.
انا مع الجزء الثاني من العنوان وبنسبه كبيرة ، فالحاكم ونظامه هو الذي يدفع الناس للسير في ركابه فان كان فاضلاً مخلصاً عفيفاً أسس حوله طليعة من المثقفين المخلصين توجه الناس الى المباديء الفاضله ، وان كان مجرماً لصاً فاسداً خلق طبقة حوله تستجر طبقات المجتمع واحدة اثر اخرى الى خصال الحاكم بعد ان يهيء لهذه الطبقات الضعيفة سبل الانحراف فيألفون السرقات ويألفون التجسس على اخوانهم ويألفون الخيانه، وسبيل الحاكم للوصول لذلك هو المال الفاسد ومخابراته شريكة له في هذا التوجه ،فيأمن الحاكم على نفسه من الثورات بتحويل تفكير المجتمع عن الاهتمام بالسياسة الى كيفية جمع الاموال الفاسده.
البراهين على ذلك كثيرة ويكفي الاستشهاد من مجتمعنا السوري ،
فسوريا عاشت فترات متعددة ومتقلبة قبل وصول الاسد اليها. ومع ذلك بقي الشعب محافظاً على نقاوته وصفائه والسبب ان الانقلابيين لم يبلغ بهم الاجرام والإفساد الحد الحرج الذي تجاوزه المجرم بشار الاسد بمراحل لا قبل لأي حاكم ديكتاتوري ان يبلغه، فحافظ الشعب على اخلاقه وسلوكه ووطنيته.وظل المجتمع السوري الى حد كبير متماسكاً .
وهذا مثال وانا اذكر فاعله حصل في ستينات القرن الماضي فقد انتشرت اخبار على صفحات الجرائد والإعلام تفيد ان فلاناً (واعرف كنيته) وكان محاسباً في مؤسسة السكك الحديدية سرق من خزينة المؤسسة مبلغ ٥٠٠٠ ليرة سورية فقط وهرب الى لبنان . يومها قامت الدنيا ولم تقعد حتى أعادوا المختلس الى سوريا وحاكموه واعاد المال الى الخزينة
ولكن كل شيء قد تغير حال استلام ذيل الكلب حكم سوريا بارادة دوليه ففعل الأفاعيل بالمجتمع السوري وطبق على الشعب أساليب لم تكن مألوفة حتى في عهد الاستعمار الفرنسي ولا في عهد الانقلابات الديكتاتورية :
فالخيانه صارت في عهده سلوكاً بأمره.
والفساد والإفساد صار في عهده طريقاً للحياة.
وشراكة المخابرات مع عوائل من المجتمع السفلي صارت التجارة الشرعية لسوريا.
وتسليح ضعاف النفس من شبيحة النظام لقاء دولارات معدودة هو جيش الاسد النظامي.
والاعتماد على أقلية الاقلية من طائفة الاسد ليصبحوا الأسياد والباقي عبيد لهم ، ومن اراد ان يلتحق بهم فالطريق مفتوح لهم انه طريق الرشاوي والفساد.
المجرم الاسد دفع الناس للفساد دفعاً من اجل تفكيك المجتمع فكان هو قدوة للفاسدين وقدوة للسارقين وقدوة للمجرمين وقدوة للخائنين .
كنا محتمعاً متكاملاً وكنا على قلب رجل واحد بل كنا عروبيين الى اقصى حد ، وتذكرون عندما شارك السوريون في حرب الدفاع عن مصر اثناء العدوان الثلاثي حيث كان البطل جول جمال احد السوريين الذين ضحوا بارواحهم فكان احد الامثله التي كانت تعبر على اخلاقنا الوطنية.بينما في عهد المجرم الاسد لاتستطيع ان تتظاهر حتى من اجل فلسطين
اليوم يريدنا النظام الاسدي الحقير ان نكون ملحقين بولاية السفيه لنكون كلنا سفهاء .. ويريدنا ان نكون ملحقين بعصابات المصالحات التي تقودها موسكو لنقتل بَعضنا بعضاً لقاء دراهم معدودة.
كما حول المجرم الجيش الذي كان وطنياً الى قتلة ومعفشين فيقتحم حتى ضباط الاسد البيوت ليفرغوها حتى من قدورها وصحونها . كل ذلك من اجل الحفاظ على كرسي مهزوز.
اعزائي القراء
هذا النظام يجب ان يسقط بل سيسقط بإذن الله وسيتحطم كرسي المجرم المهزوز حتى يعود الشعب السوري لحكم نفسه بنفسه ونعود الى اخلاقنا التي تربينا عليها لنبني وطننا من جديد على قواعد سليمة . ولينقرض قول الحكام المفسدين : كما تكونوا يولى عليكم... وللأبد .
مع تحياتي
وسوم: العدد 831