رسالة إلى السوريين لإحياء المجلس الوطني والتمسك بالائتلاف والائتلافيين
مع الدعاء بالتوفيق في خدمة قضية الثورة ..
شهد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية انتخابات جديدة أحدثت تغييرات " شخصية " في صفوفه ، على مستوى الرئاسة ، ومستوى الهيئة الرئاسية ، والهيئة السياسية . تشكلت الهيئة السياسة من تسعة عشر عضوا فيها المخضرم وفيها الجديد .
معلومة وردت على بعض الصفحات لفتتني وهي أن الأعضاء الباقين من مجلس الائتلاف الأول الذي تشكل أواخر 2012 وانتخب المهندس معاذ الخطيب رئيسا له لم يبق من أعضائه في المجلس الحالي غير 25% !!
على كل فإن لعبة الفك والتركيب ، والمزج والإضافة التي لعب عليها البعض مع المجلس الوطني ثم مع " الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة " كانت مفهومة منذ البداية لمن يقرأ السياسة أو يتهجى حروفها !!
والعجيب فيما تابعناه من واقع الثورة السورية أن يقبل الممثلون للمجلس الوطني وهم الذين اجتمعوا - متنادين ولم يجمعهم في البداية لا قرار دولي ولا إقليمي - أن تحلهم أو أن تفرط جمعهم قوى خارجية وذلك بتجاوزهم وتهمشيهم والقفز على قرارهم !! ولقد ظللنا لفترة نستقبل صوت الزميل جورج صبرا بالترحيب والتأييد عندما كان يتحدث بوصفه آخر ممثل للمجلس الوطني ، ثم وجدنا هذا الصوت قد خبا ، ووجدنا "المجلسيين" بكل مكوناتهم قد فقدوا الثقة بمشروعيتهم . وهم كانوا أوسع طيفا ، وأكثر قربا لواقع المجتمع السوري بكل فضاءاته ..موضوعة نطرحها للتأمل والاستدراك من جديد . لقد كانت تجربة تشكيل المجلس الوطني تجربة سورية رائدة محضة ، ولعل الساحة ما تزال تنتظر مثله مع الاستفادة في عمليات المقاربة والتسديد .
وكما تم في لحظة طي صفحة المجلس الوطني بكل ما كان منه وفيه ، فإنه منذ تشكيل هيئة التفاوض العليا يحاول البعض طي صفحة الائتلاف الوطني ، وسحب صلاحياته الممنوحة ، وجعله إحدى محطات الذكرى في تاريخ الثورة السورية المباركة ..
وهي محاولة يجب أن تقابل منا نحن السوريين بالرفض والمقاومة ، على الرغم مما ينشأ بيننا من خلافات ، لها في كثير من الأحيان ما يسوغها . المواقف الاسترااتيجية في تاريخ الأوطان والشعوب لا يمكن أن تكون فئوية ولا حزبية ولا شخصانية ، ولا عدمية أو صفرية مطلقة . إدراكنا لمواقع الضعف والقصور والتشظي في أي بنية أو مؤسسة وطنية ، وحديثنا عنها ، وتنديدنا بها ، لا يعني أن نشطب التجربة من أصلها .
ولقد أدركنا منذ اللحظات الأولى الأهداف المضمرة لمشروع الائتلاف البديل ، والائتلاف المضاف ، والائتلاف المضاف إليه ، والائتلاف المجرور إلى ما لانحب ، وما لايحب القائمون عليه أحيانا ، وعلى الرغم من كل ذلك يبقى الائتلاف مرقاة صالحة في تاريخ الثورة السورية ، تجمع أفرادا يؤمنون بكليتهم وقرارهم الجمعي ،وإن على أنحاء متباينة ، بضرورة الثورة ، وجدية أهدافها ..
إعادة إحياء المجلس الوطني ، على مستوى اللقاء التشاوري ، والالتزام بثوابت الثورة " أرضها وسقفها " مطلب جميل ، مع إدراكنا لحجم الصعوبات الخارجية والداخلية والشخصانية التي تقف في وجه تحقيق ذلك . ليبقى الهدف مطلبا مشروعا ..
لقد ظل الادعاء الكاذب المستمر أن قوة ما أو تنظيما يسيطر على المجلس الوطني ثم الائتلاف ومؤسساته ، أحد معاول الهدم الذي ظل يستخدم في لعبة التشكيك والتشويه ، سلاح لعب عليه كثيرا المشككون والمتشككون .
وكذا التمسك ببنية الائتلاف الوطني العامة ، ودعمه وتأييده للالتصاق أكثر بقضايا الثورة والثوار هو الموقف الأقوى لسورية الثورة وسورية الوطن . إعلان التأييد المبصر ، والدعم العملي لوجود الائتلاف الوطني ، ولهيئاته العاملة ، بغض النظر عن كل الحسابات الشخصانية والفئوية والحزبية ، هو مطلب وطني يغيظ الروسي والإيراني والأسدي على السواء ، ومن هنا فلا نجد إلا أن ندعو بالخير والتوفيق للقائمين على الائتلاف الوطني ، التوفيق في الالتحام بقضايا الثورة ، وتحقيق تطلعات السوريين ..
ومع إدراكنا للمعادلة الدولية والإقليمية والداخلية التي تتحكم في واقع القرار السوري ، فإن على قيادة الائتلاف بجسمه العام ، وهيئتيه الرئاسية والسياسية أن تجعل هموم السوريين قبلة . وأن تمتلك القدرة على ملامسة هموم الناس ، والقيام قدر الإمكان على مصالحهم ..
أيها السوريون ..السوريون : إن معركتنا ممتدة طولا وعرضا وعمقا ، تحتاج منا جميعا إلى سعة الصدر ، وبعد النظر ، وطول الأناة ، والحكمة الحكمة الحكمة ..
أعان الله كلا على كل ..
" ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره ، قد جعل الله لكل شيء قدرا "
وسوم: العدد 831