حقائق و أوهام
الصراع الدائر بين القوى الإسلامية وقوى الكفر والفسوق والعصيان، لم يبدأ الآن وإنما هو صراع قديم جديد؛ قديم منذ أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الرسالة التي انتشرت في الغرب، والشرق، وحررت الشعوب من الكفر والظلم، وحطمت كل مخططات الأعداء في الخارج والداخل…
واليوم تحاول أمريكا ومعها الدول الاستعمارية ومعها المتصهينون العرب حصر أهل السنة والقضاء عليهم بقتلهم وتشريدهم وتمزيقهم وفق مخطط (صفقة القرن) وذلك تحت شعار محاربة الإرهاب!!
ومن الواضح أن هؤلاء لم يأخذوا درسا واحدا من دروس التاريخ القديم والحديث؛فلم يأخذوا الدرس من الحروب الصليبية، ولا من مرحلة الاستعمار التي تحطّمت على صخرة الإسلام…
أما المتصهينون العرب فقد أعمى الله بصرهم وبصيرتهم… وكان عليهم أن يأخذوا درسا من فشل أولئك الذين سبقوهم في محاربة الإسلام تحت شعار “محاربة الرجعية” مثل عبد الناصر، وبورقيبة، وحافظ الأسد، وغيرهم حيث فشلوا جميعا في مواجهة الصحوة الإسلامية. ومع هذا يشتركون في الحرب القائمة على أهل السنة من قبل أمريكا والغرب ومعهم النظام الصفوي في إيران.
والغريب أن بعض العرب اشتركوا في تنفيذ مؤامرة سايكس بيكو التي انتهت بتقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة، واليوم بعض العرب يشتركون مع أمريكا في تنفيذ هذا المخطط الماكر ضدّ أهل السنة، وهو أسوأ من مخطط سايكس بيكو لأنه سيقسم المقسم، ويجزئ المجزأ تحت شعار “محاربة الإرهاب” ولكنهم جميعا سيتحطمون على صخرة الإسلام.
فهؤلاء يعيشون في أوهام كبيرة، لأن الله قد تكفّل بحفظ الإسلام وبحفظ كتابه قال تعالى:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
ولا يمكن تعطيل الفاعلية في الميدان لأن المسلمين جماعة واحدة في الصلاة والحج والصيام والزكاة فكيف يستطيعون الفصل بين المسلم ودينه؟!
المسلمون يتسابقون في مدّ يد العون لبعضهم البعض، وقد أكدّ ذلك الدستور الإلهي الخالد “القرآن” وذلك في قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) فالمسلمون كلهم أعضاء فاعلون في جمعية الأخوة الإسلامية. فهل يمكن حلّها بقرارات أعدائهم واتهاماتهم؟!
إن صدور قرارات سياسية وإدارية بوصف التيار الإسلامي بالإرهاب ليس إلا غطاء كاذبًا وادعاء زائفًا يشهر ضدّ حريّة الضمير، وحرية العقيدة، وحرية الدعوة والإصلاح. لأنهم بهذه القرارات يريدون استغفال بعض المسلمين للتنازل عن حقائق الإيمان والإسلام والعيش خارج دائرتهما.
وما دام هدفهم هو شلّ فاعلية المسلمين في واقع الحياة أقول لهم: أيها البائسون الواقعون في الكفر، والفسق، والظلم، إعملوا ما شئتم!!! أما نحن فلن نحني رؤوسنا للباطل، ولن تزيدنا مكائدكم وعقوباتكم إلا تمسكًا بديننا.
وأسأل: أي نوع من أنواع الحرية تريدونها؟
إذا خلتم الإلحاد والتزوير والظلم والفساد في الأرض…كلها من متطلبات السياسة. وزعمتم أننا بعملنا الإيماني نفسد عليكم مدنيّتكم أقول لكم: لا يمكن لأي شعب أن يعيش بلا دين. وما دامت الحقيقة هذه فأقول لكم: لا تعادوا الإسلام فإنه لن يغلب لأنه كلمة الله الأخيرة فنور دائم ولا ينتهي.
عليكم أن تعلموا أننا لا نخاف الموت، ولا نحني رؤوسنا أمام الاستبداد. ولا يمكن أن نتخلى عن إيماننا وإسلامنا وقرآننا وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
فهل فهمتم الحقيقة؟ أم ستستمرون في أوهامكم؟
وسوم: العدد 833