رسالة من الجيش السوري الحر للدكتور فيصل القاسم
في مقاله الأخير المعنون جيش حر… أم فصائل للإيجار؟ في صحيفة القدس العربي كتب د. فيصل القاسم متسائلاً: عندما تسمع اسم «الجيش الحر» يتبادر إلى ذهنك فوراً ذلك الجيش العظيم الأبي الذي يناضل من أجل شعبه وقضاياه العادلة. لكن هل يا ترى الجيش السوري الذي انشق عن جيش النظام أثبت أنه حر فعلاً، أم إن الأيام أثبتت أنه كان مجرد بنادق للإيجار؟ هل يمثل السوريين الذين ثاروا من أجل الحرية والكرامة، أم إنه يمثل فقط مصالح القوى المتكالبة على سوريا والتي باتت تستخدمه كأداة لتصفية حساباتها وتحقيق أطماعها على الأرض السورية؟ ماذا حققت فصائل المعارضة للسوريين، وماذا حققت لمشغليها؟
وللرد على ما جاء في المقال من شخص نعتز به سواء كثوّار أو جيش حرّ، ولا أحد ينقص من قدره ومكانته في قلوب الثائرين إلاّ جاحد أو حاقد نذكر الدكتور القاسم أن المظاهرات خرجت ضد العصابة الأسدية مطالبة بإسقاطها لنيل الحرية والكرامة اللتين حرم منهما الشعب السوري على مدى عقود من حكم طائفي مجرم، وكانت المظاهرات سلمية لعدة اشهر قدّم خلالها الشعب السوري آلاف الشهداء وقامت العصابة الأسدية بارتكاب عشرات المجازر بحق المتظاهرين السلميين فكان انحياز العسكريين لصفوف الثورة، ووقوفهم مع أهلهم فبدأت الانشقاقات عن صفوف العصابة، وكان الإعلان عن تشكيل الجيش السوري الحر لحماية المتظاهرين السلميين بقرار سوري حرّ، وهذا كان ومازال ولم يتبع لأي أجندات خارجية او حزبية وله نظامه الداخلي ورؤيته وأهدافه التي انبثقت من أهداف الثورة وتطلعات الثوار، وهو أداتها للحفاظ عليها، وتحقيق أهدافها وتطلعات الشعب السوري في إقامة دولة العدل والقانون.
ومع احترامنا للدكتور فيصل وهو كان دائمًا مدافعًا عن الحقّ وقف ومازال يقف إلى جانب الثورة، بل إن كلماته أقضّت مضاجع العصابة، ولهذا كنا نتمنى على الدكتور فيصل وغيره ممن تفخر الثورة بهم أن ينصفوا بقراءة الواقع والتطورات والمراحل التي مرّت بها الثورة السورية من تشكيل القيادة المشتركة والمجالس الثورية وهيئة الاركان لقوى الثورة والمعارضة، وغرف الموك والموم والجيش الوطني والذين تشكلوا من فصائل المعارضة المسلحة التي ذكرتها في معرض حديثك والتي تشكلت لتحقيق أجندات الداعم وليس ما قامت عليه الثورة والتزم بها الجيش الحرّ، فقد ذهب الدكتور فيصل إلى اشياء إن وجدت في الثورة فهي ليست من مسؤولية الجيش السوري الحر وإنما التدخلات الإقليمية والدولية التي حاولت من خلال الأذرع التي لديها في سوريا أن تحول الثورة السورية إلى فصائل تعمل بالدولار، أو تعمل بالسخرة لتعطل نجاح الثورة السورية، هذا أمر كان على الدكتور فيصل ان يتنبه إليه، والأمر الآخر أن ينظر إلى الحجم الهائل من القوات والجيوش التي دخلت سوريا تقاتل دفاعًا عن العصابة الطائفية، إضافة إلى قوى كبرى وعظمى في العالم فضلاً عن تصنيع داعش وبعض الفئات التي أريد منها دور وظيفي بأنّ الثورة هي مجموعات متطرفة تقاتل نظامًا مستبدًا!
رغم كل ما حصل ويحصل يا دكتور فيصل، أنظر إلى إدلب وإلى المناطق المحررة في حماة وفي الساحل السوري سترَ شجاعة وبسالة ونظافة الجيش الحرّ فهم أبناؤه الذين يقاتلون العصابة الأسدية وقوات الاحتلال الروسي والإيراني، وكيف يلحقون الهزائم بالعصابة الطائفية ومن معها وهي القوة الثانية في العالم “روسيا” رغم حصارنا ومنع السلاح عنا، هذا يعني ألا ننظر إلى نصف الكأس الفارغ والذي نتفق فيه معك إن ذكرنا فصائل الدولار ومن صُنعوا لتشويه الثورة ونصرة بشار عن طريق أنظمة الرز!
ومن ناحية أخرى أن نقرأ التطورات بشكل عام، وكل هذا لا ينسيك أننا في ثورة منذ ثماني سنوات ولم نتوقف حتى تسقط هذه العصابة، ويتم تحرير سوريا من المحتلين رغم كل التآمر الذي تراه حيث تدخلّت أمريكا وروسيا وإيران وأذرع طائفية أخرى في دعم العصابة، فضلا ًعن انظمة عربية لا تريد نجاح الثورة السورية لذلك صنّعت وخلّقت هذه المجموعات التي تنسب بطريقة او بأخرى إلى الجيش السوري الحرّ ، ونحن لا ننكر السلبيات حيث التنافس على القيادة وبعض الذين ادّعوا الانشقاق وهم قفزوا من المركب الغارق أو أرسلوا في مهمات متعددة، وبعض الذين اخترقوا الجيش السوري الحرّ كل ذلك تزامن مع غياب أهم جهازين الجهاز الإعلامي والجهاز الاستخباراتي، وثمة عوامل أخرى، ولكن لا تنسَ بطولات هذه الثورة وما قدمته نحو مليون شهيد ولم تتوقف رغم تآمر العالم.
وسوم: العدد 834